Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 3-3)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مَنْ ذَكَرَ النِّعمةَ فصاحبُ عبادةٍ ، ونائِلُ زيادة ، ومَنْ ذَكَرَ المُنْعِمَ فصاحبُ إرادةٍ ، ونائِلُ زيادة … ولكنْ فرقٌ بين زيادة وزيادة ؛ ذلك زيادته في الدارين عطاؤه ، وهذا زيادته لقاؤه : اليوم سِرَّاً بِسِرٍّ من حيث المشاهدة ، وغداً جَهْراً بِجَهْرٍ من حيث المعاينة . والنعمة على قسمين : ما دَفَعَ عنه من المِحَن ، وما نَفَعَ به من المِنَن ؛ فَذِكْرُه لما دَفَعَ عنه يوجِبُ دوامَ العصمة ، وذكره لما نَفَعَه به يوجب تمام النعمة . { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ … } ؟ وفائدة هذا التعريف أنه إذا عَرَفَ أنه لا رازقَ غيره لم يـُعلِّقْ قلبَه بأحدٍ في طلب شيءٍ ، ولم يتذلل في ارتفاقٍ لمخلوقٍ ، وكما لا يرى رِزْقَه من مخلوقٍ لا يراه من نفسه أيضاً ؛ فيتخلَّصُ من ظلمات تدبيره واحتياله ، ومن تَوَهُّم شيءٍ من أمثاله وأشكاله ، ويستريح لشهود تقديره ، ولا محالة يُخْلِصُ في توكله وتفويضه .