Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 139-140)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
من اعتصم بمخلوقٍ فقد التجأ إلى غير مُجير ، واستند إلى غير كهفٍ ، وسقط في مهواة من الغلط بعيد قعرها ، شديد مكرها . أيبتغون العِزَّ عند الذي أصابه ذلّ التكوين ؟ ! متى يكون له عزٌّ على التحقيق ؟ ومَنْ لا عزَّ له يلزمه فكيف يكون له عز يتعدَّى إلى غيره ؟ ويقال لا ندري أي حالتهم أقبح : طلب العز وهم في ذل القهر وأسر القبضة أم حسبان ذلك وتوهمه من غير الله ؟ ويقال مَنْ طَلَبَ الشيء من غير وجهه فالإخفاق غاية جهده ، ومن رام الغنى في مواطن الفاقة فالإملاق قصارى كدِّه . ويقال لو هُدُوا بوجدان العِزِّ لما صُرِفَتْ قُصُودُهم إلى من ليس بيده شيء من الأمر . قوله : { فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } العزُّ على قسمين : عزٌّ قديمٌ فهو لله وصفاً ، وعزٌّ حادثٌ يختص به سبحانه من يشاء فهو له - تعالى - مِلْكاً ومنه لطفاً . قوله : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ } الآية : لا تجاوروا أرباب الوحشة فإن ظلماتِ أنفسِهم تتعدى إلى قلوبكم عند استنشاقكم ما يَرُدُّون من أنفاسهم ، فمن كان بوصفٍ ما متحققاً شاركه حاضروه فيه ؛ فجليسُ مَنْ هو في أُنْسٍ مستأنِسِ ، وجليسُ من هو في ظلمةٍ مستوحِش . ويقال هجرانُ أعداءِ الحقِّ فرضٌ ، ومخالفة الأضداد ومفارقتهم دين ، والركون إلى أصحاب الغفلة قَرْعُ بابِ الفرقة . قوله : { إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } : أوضحُ برهانٍ على سريرة ( … ) صحبة من يقارنه وعِشْرة مَنْ يخادنه ؛ فالشكل مقيد بشكله ، والفرعُ منتشِرٌ عن أصله .