Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 19-19)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَطِيفٌ } أي عالم بدقائق الأمور وغوامضها . واللطيف هو المُلْطِف المحسن … وكلاهما في وصفه صحيح . واللطف في الحقيقة قدرة الطاعة ، وما يكون سبب إحسانه للعبد اليومَ هو لُطْفٌ منه به . وأكثرُ ما يستعمل اللطف - في وصفه - في الإحسان بالأمور الدينية . ويقال : خَاطَبَ العابدين بقوله : { لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } : أي يعلم غوامضَ أحوالهم . من دقيق الرياء والتصنُّع لئلا يُعْجَبُوا بأحوالهم وأعمالهم . وخاطَبَ العُصاةَ بقوله : " لطيف " : لئلا ييأسوا من إحسانه . ويقال : خاطَبَ الأغنياءَ بقوله : " لطيف " : ليعلموا أنه يعلم دقائقَ معاملاتهم في جمع المال من غير وجهه بنوع تأويل ، وخاطَبَ الفقراءَ . بقوله : " لطيف " أي أنه مُحْسِنٌ يرزق من يشاء . ويقال : سماعُ قوله : " اللَّهُ " يوجِبَ الهيبةَ والفزع ، وسماعُ " لطيفٌ " يوجِبُ السكونَ والطمأنينة . فسماعُ قوله : " اللَّهُ " أوجب لهم تهويلاً ، وسماع قوله : " لطيفٌ " أوجب لهم تأميلاً . ويقال : اللطيفُ مَنْ يعطي قَدْرَ الكفاية وفوق ما يحتاج العبدُ إليه . ويقال : مَنْ لُطفِه بالعبد عِلْمُه بأنه لطيف ، ولولا لُطفُه لَمَا عَرَفَ أنه لطيف . ويقال : مِنْ لُطْفِه أنه أعطاه فوق الكفاية ، وكَلَّفَه دون الطاقة . ويقال : مِنْ لُطفِه بالعبد إبهام عاقبته عليه ؛ لأنه لو علم سعادتَه لاتَّكَلَ عليه ، وأَقَلَّ عملَه ولو عَلِمَ شقاوتَه لأيِسَ ولَتَرَكَ عَمَله … فأراده أن يستكثرَ في الوقت من الطاعة . ويقال : من لطفه بالعبد إخفاءُ أَجَلِه عنه ؛ لئلا يستوحش إن كان قد دنا أَجَلُه . ويقال : من لطفه بالعبد انه يُنْسِيَه ما عمله في الدنيا من الزلّة ؛ لئلا يتنغَّص عليه العَيْشُ في الجنة . ويقال : اللطيفُ مَنْ نَوَّر الأسرارَ ، وحفظ على عبده ما أَوْدَعَ قلبَه من الأسرار ، وغفر له ما عمل من ذنوبٍ في الإعلان والإسرار .