Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 3-4)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } : قيل هي ليلة القَدْر ، وقيل هي النصف من شعبان وهي ليلة الصَّك . أنْزَلَ القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كلَّ سَنَةٍ بمقدار ما كان جبريلُ ينزل به على الرسول صلى الله عليه وسلم . وسمَّاها : { لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } لأنها ليلة افتتاح الوصلة . وأشدُّ الليالي بركةً ليلةٌ يكون العبدُ فيها حاضراً ، بقلبه ، مشاهداً لربَّه ، يتَنَعَّمُ فيها بأنوار الوصلة ، ويجد فيها نسيم القربة . وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة ، كما قالوا : @ لا أظْـلِمُ الليـلَ ولا أدَّعـي أنَّ نجـومَ اللـيل ليـست تـزولُ لَيْلِـي كما شـاءت : قصيـرٌ إذا جـادَتْ ، وإن ضنَّـتْ فَلَـيْلِي طويـلُ @@ { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } يكتب من أمِّ الكتاب في هذه الليلة ما يحل في السنة كلّها من أقسام الحوادث في الخير والشرِّ ، في المحن والمِنَنِ ، في النصر والهزيمة ، في الخصب والقحط . ولهؤلاء القوم ( يعني الصوفية ) أحوالٌ من الخصب والجدب ، والوصل والفصل ، والوفاق والخلاف ، والتوفيق والخذلان ، والقبض والبسط . فكم مِنْ عبدٍ ينزل له الحكم والقضاء بالبـُعْدِ والشقاء ، وآخر ينزل حكمه بالرِّفد والوفاء .