Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 5-11)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } . { مَّريجٍ } أي مختلط ومُلتبس ؛ فهم يتردَّدون في ظُلُمات تحيُّرهم ، ويضطربون في شكِّهم . وقوله جلّ ذكره : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } . أَوَ لَمْ يعتبروا ؟ أَوَ لَمْ يَسْتَدِلُّوا بما رفعنا فوقهم من السماء ، رفعنا سَمْكها فَسَوَّيْناها ، وأثبتنا فيها الكواكبَ وبها زَيَّناها ، وأَدَرْنا فيها شَمْسَها وقمرَها ؟ أو لم يروا كيف جَنَّسْنا عَيْنَها ونَّوعْنا أَثَرَها ؟ { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } . والأرض مددناها ؛ فجعلناها لهم مِهاداً ، وجَعَلْنا لها الجبالَ أوتاداً ، وأَنْبَتْنا فيها أشجاراً وأزهاراً وأنواراً … كل ذلك : { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } . علامةً ودلالةً لكل من أناب إلينا ، ورجع من شهودِ أفعالنا إلى رؤية صفاتنا ، ومن شهود صفاتنا إلى شهودِ حقِّنا وذاتنا . قوله جلّ ذكره : { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } . أنزلنا من السماء ماءً مباركاً كثيرَ النفعِ والزيادة ، فأنبتنا به { جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } : أي الذي يُحْصَد - كما تقول مسجد الجامع . الأجزاء متجانسة … ولكنَّ أوصافَها في الطعوم والروائحِ والألوانِ والهيئاتِ والمقادير مختلفة . قوله جلّ ذكره : { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } . والنخلُ باسقاتٌ : طويلاتٌ ، لها طَلْعٌ منضود بعضُه فوق بعض لكثرة الطَّلْع أو لما فيها مِن الثمار . وكيف جعلنا بعض الثمار متفرقة كالتفاح والكمثرى وغيرهما ، وكيف جعلنا بعضها مجتمعة كالعنب والرطب وغيرهما … كلَّ ذلك جعلناه رزقاً للعباد ولكي ينتفعوا به . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } . وكما سقنا هذا الماء إلى بلدةٍ جفَّ نباتُها ، وكما فَعلْنا كُلَّ هذه الأشياء ونحن قادرون على ذلك - كذلك نجمعكم في الحشر والنشر ، فليس بَعْثُكُم بأبعدَ من هذا .