Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-6)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والذارياتُ : أي الرياح الحاملات { وِقْراً } أي السحاب { فَٱلْجَارِيَاتِ } أي السفن . { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } أي الملائكة … بربِّ هذه الأشياء وبقدرته عليها . وجواب القسم : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ … } والإشارة في هذه الأشياء أن من جملة الرياح . الرياح الصيحية تحمل أنينَ المشتاقين إلى ساحات العزَّةِ فيأتي نسيمُ القربةِ إلى مَشَامِّ أسرارِ أهل المحبة … فعندئذٍ يجدون راحةً من غَلَبَات اللوعة ، وفي معناه أنشدوا : @ وإني لأستهـدي الريـاحَ نسيمكم إذا أقبـلَتْ من أرضـكم بهبـوب وأسألُها حمْلَ السلام إليكـمو فإنْ هي يـوماً بَلَّغـتْ … فأجيبـي @@ ومن السحاب ما يُمطر بعتاب الغيبة ، ويُؤْذن بهواجم النَّوى والفُرْقة . فإذا عَنَّ لهم من ذلك شيء أبصروا ذلك بنور بصائرهم ، فيأخذون في الابتهال ، والتضرُّع في السؤال استعاذةً منها … كما قالوا : @ أقول - وقد رأيتُ لها سحابـاً من الهجـران مقبـلة إلينـا وقد سحَّت عزاليهـا بِبَيْـنٍ حوالينـا الصـدودُ ولا علينـا @@ وكما قد يَحْملُ الملاَّحُ بعضَ الفقراء بلا أجرة طمعاً في سلامة السفينة - فهؤلاء يرْجُون أن يُحمَلُوا في فُلْكِ العناية في بحار القدرة عند تلاطم الأمواج حول السفينة . ومِنَ الملائكةِ مَنْ يتنزَّلُ لتفقد أهل الوصلة ، أو لتعزية أهل المصيبة ، أو لأنواعٍ من الأمور تتصل بأهل هذه القصة ، فهؤلاء القوم يسألونهم عن أحوالهم : هل عندهم خيرٌ عن فراقهم ووصالهم - كما قالوا : @ بربِّكما يا صـاحبيَّ قِفَـا بيـا أسائلـكم عن حالـهم وآسألانيـا @@ { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٌ } : الحقُّ - سبحانه - وَعَدَ المطيعين بالجنة ، والتائبين بالرحمة ، والأولياءَ بالقربة ، والعارفين بالوصلة ، ووَعَدَ أرباب المصائب بقوله : { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } [ البقرة : 157 ] ، وهم يتصدون لاستبطاء حُسْنِ الميعاد - واللَّهُ رؤوفٌ بالعباد .