Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 25-38)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } . أي سلَّمنا عليك { سَلاَماً } فقال إبراهيم : لكم مني { سَلاَماً } . وقولُهم : { سَلاَماً } أي لك منّا سلام ، لأنَّ السلامَ : الأمانُ . { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } : أي أنتم قوم منكرون ؛ لأنه لم يكن يعرف مِثْلَهم في الأضياف ويقال : غُرَبَاء . قوله جلّ ذكره : { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } . أي عَدَلَ إليهم من حيث لا يعلمون وكذلك يكون الروغان . { فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } فشواه ، وقرَّبه منهم وقال : { أَلاَ تَأْكُلُونَ } ؟ وحين امتنعوا عن الأكل : { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } . تَوَهَّمَ أنهم لصوص فقالوا له : { لاَ تَخَفْ } . { وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } : أي بَشَّروه بالوَلد ، وببقاء هذا الوَلَدِ إلى أن يصير عليماً ؛ والعليم مبالغة من العلم ، وإنما يصير عليماً بعد كبره . { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } . { فِي صَرَّةٍ } أي في صيحة شديدة ، { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } أي فضربت وجهها بيدها كفعل النساء { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } : أي أنا عجوز عقيم . وقيل : إنها يومَها كانت ابنةَ ثمانٍ وتسعين سنة ، وكان إبراهيمُ ابنَ تسع وتسعين سنة . { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } . أي قلنا لكِ كما قال ربُّكِ لنا ، وأنْ نُخْبِرَكِ أنَّ اللَّهَ هو المُحْكِمُ لأفعالِه ، { ٱلْعَلِيمُ } الذي لا يخفى عليه شيء . { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } ؟ . سألهم : ما شأنُكم ؟ وما أمرُكم ؟ وبماذا أُرْسِلْتُم ؟ { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } . هم قوم لوط ، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به . قوله جلّ ذكره : { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } . تركنا فيها علامةً يعتبر بها الخائفون - دون القاسية قلوبهم . قوله جلّ ذكره : { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } . أي بحجة ظاهرة باهرة . … إلى قوله : { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [ الذاريات : 47 ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة ، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة .