Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 13-18)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . فبأي آلاء ربكما تجحدان ؟ والآلاءُ النَّعماء . والتثنيةُ في الخطاب للمُكلَّفين من الجِنِّ والإِنس . ويقال : هي على عادة العرب في قولهم : خليليَّ ، وقِفَا ، وأرحلاها بأغلام ، وأرجراها بأغلام . قوله جلّ ذكره : { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } . { ٱلإِنسَانَ } : يعني آدم ، والصلصالُ الطينُ اليابس الذي إذا حُرِّكَ صَوَّتَ كالفخار . ويقال : طين مخلوط بالرمل . ويقال : مُنَتَّنٌ ؛ من قولهم صَلَّ وأَصَلَّ إذا تَغيرَّ . { وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } . المارج : هو اللهب المختلط بواد النار . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . يُذَكِّرُ الخَلْقَ من الجن والإنس كما سبق - وكرَّر اللَّهُ سبحانه هذه الآية في غير موضع على جهة التقرير بالنعمة على التفصيل ، أي نعمةً بعد نعمة . ووجُه النعمة في خلق آدم من طين أنه رقاه إلى رتبته بعد أن خلقه من طين . ويقال ذَكَّرَ آدمَ نِسبتَه وذكَّرنا نسبَتنا لئلا نْعَجبَ بأحوالنا . ويقال عَرَّفَه قدَرَه لئلا يتعدَّى طَوْرَه . قوله جلّ ذكره : { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . { ٱلْمَشْرِقَيْنِ } : مشرق الصيف ومشرق الشتاء وكذلك مغربيهما . ووجه النعمة في ذلك جريانهما على ترتيب واحدٍ حتى يكمل انتفاع الخَلْقِ بهما . ويقال : مشرق القلب ومغربه ، وشوارق القلب وغواربه إنما هي الأنوار والبصائر التي جرى ذِكْرُ بعضها فيما مضى .