Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 3-4)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } . { ٱلإِنسَانَ } : ها هنا جِنْسُ الناس ؛ عَلَّمَهم البيانَ حتى صاروا مُمَيزَّين - فانفصلوا بالبيان عن جميع الحيوان . وعَلَّمَ كُلَّ قومٍ لسانَهم الذي يتكلمون ويتخاطبون به . والبيانُ ما به تبينُ المعاني - وشَرْحُه في مسائل الأصول . ويقال : لمَّا قال أهلُ مكة إنما يُعلِّمه بَشَرٌ ردَّ الله - سبحانه - عليهم وقال : بل عَلَّمَه اللَّهُ ؛ فالإنسانُ على هذا القول هو محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل هو آدم عليه السلام . ويقال : البيان الذي خُصَّ به الإنسان ( عموماً ) يعرِفُ به كيفيةَ مخاطبةِ الأغيار من الأمثال والأشكال . وأمَّا أهل الإيمان والمعرفة فبيانُهم هو عِلْمُهم كيفيةَ مخاطبةِ مولاهم - وبيانُ العبيدِ مع الحقِّ مختلفٌ : فقومٌ يخاطِبونه بلسانهم ، وقومٌ بأنفاسهم ، وقوم بدموعهم : @ دموعُ الفتى عمَّا يحسُّ تترجمُ وأشواقه تبدين ما هو يكتم @@ وقومُ بأنينهم وحنينهم : قُلْ لي بألسنة التنفُّس كيف أنت وكيف حالك ؟