Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 7-12)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } . { مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } ؟ على جهته التفخيم لشأنهم والتعظيم لِقَدْرهم وهم أصحاب اليمن والبركة والثواب . { مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } : على جهة التعظيم والمبالغة في ذَمِّهم ، وهم أصحاب الشؤم على أنفسهم ويقال : أصحاب الميمنة هم الذين كانوا في جانب اليمين من آدم عليه السلام يومَ الذَّرِّ ، وأصحاب المشأمة هم الذين كانوا على شماله . ويقال : الذين يُعْطُوْن الكتابَ بأَيمْانهم ، والذين يُعْطَوْن الكتاب بشمائلهم . ويقال : هم الذين يُؤْخَذُ بهم ذات اليمين … إلى الجنة ، والذين يُؤْخَذُ بهم ذات الشمال … إلى النار . { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } : وهم الصف الثالث . وهم السابقون إلى الخصال الحميدة ، والأفضال الجميلة . ويقال : السابقون إلى الهجرة . ويقال : إلى الإسلام . ويقال : إلى الصلوات الخمس . ويقال : السابقون بصدْق القَدَم . ويقال : السابقون بعُلُوِّ الهِمَم . ويقال : السابقون إلى كل خير . ويقال السابقون المتسارعون إلى التوبة من الذنوب فيتسارعون إلى النَّدمَ إن لم يتسارعوا بصدق القَدَم . ويقال : الذين سبقت لهم من الله الحسنى فسبقوا إلى ما سبق إليه : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } . ولم يقل : ( المتقربون ) بل قال : أولئك المُقَرَّبون - وهذا عين الجَمْع ، فعَلِمَ الكافة أنهم بتقريب ربهِّم سبقوا - لا بِتقَرُّبهم . { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } . أي : في الجنة . ويقال : مقربون إلا من الجنة فمحال أن يكونوا في الجنة ثم يُقَرَّبون من الجنة ، وإنما يُقَرَّبُون إِلى غير الجنة : يُقَرَّبون من بِساط القربة … وأنَّى بالبساط ولا بساط ؟ ! مقربون … ولكن من حيث الكرامة لا من حيث المسافة ؛ مُقَرَّبةٌ نفوسُهم من الجنة وقلوبهُم إلى الحقِّ . مُقَرَّبةٌ قلوبهُم من بساط المعرفة ، وأرواحُهم من ساحات الشهود - فالحقُّ عزيز … لا قُرْبَ ولا بُعْدَ ، ولا فَصْلَ ولا وَصْلَ . ويقال : مقربون ولكن من حظوظِهم ونصيِبهم . وأحوالُهم - وإنْ صَفَتْ - فالحقُّ وراء الوراء .