Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 16-16)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ألم يَحِنْ للذين آمنوا أن تتواضعَ قلوبُهم وتلين لذِكْر اللَّهِ وللقرآنِ وما فيه من العِبَر ؟ وألا يكونوا كالذين أوتوا الكتابَ من قبل ؟ وأراد بهم اليهودَ ، وكثيرٌ من اليهود فاسقون كافرون . وأراد بطول الأمَدِ الفترةَ التي كانت بين موسى ونبيِّنا صلى الله عليه وسلم ، وفي الخبر : " أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَصابتهم ملالةٌ فقالوا : لو حَدّثْتنا " . فأنزل اللَّهُ تعالى : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } [ الزمر : 23 ] . فبعد مُدَّةٍ قالوا : لو قَصَصْتَ علينا ! فأنزل اللَّهُ تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ } [ الكهف : 13 ] فبعد مدةٍ قالوا : لو ذَكَّرتَنا ووَعَظْتَنا ! فأنزل الله تعالى هذه السورة . وفي هذه الآية ما يشبه الاستبطاء . وإن قسوة القلب تحصل من اتباع الشهوة ، والشهوة والصفة لا تجتمعان ؛ فإذا حـَصَلت الشهوةُ رَحَلت الصفوة . وموجِبُ القسوة هو انحرافُ القلب عن مراقبة الربِّ . ويقال : موجب القسوة أوَّلُه خَطْرة - فإلمَّ تُتَداركْ صارت فكرة ، وإلمّ تُتدَاركْ صارت عزيمة ، فإن لم تُتَدَاركْ جَرَت المخالفة ، فإن لم تُتداركْ بالتلافي صارت قسوةً وبعدئذ تصير طَبعاً ورَيْناً .