Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-27)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جل ذكره : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ } . أي أرسلناهم مُؤيَّدين بالحُجَجِ اللائحة والبراهين الواضحة ، وأزَحْنا العِلَّةَ لِمَنْ أراد سلوكَ الحُجَّةِ المُثْلى ، ويَسَّرنا السبيل على مَنْ آثَرَ اتّباعَ الهُدَى . وأنزلنا معهم الكُتَبَ المُنَزّلةَ ، و { وَٱلْمِيزَانَ } : أي الحُكْمَ بالقرآن ، واعتبار العَدْلِ والتسويةِ بين الناس . { لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ } : فلا يَظْلِمُ أحدٌ أحداً . قوله جل ذكره : { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } . { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ } : أي خلقنا الحديد . ونصرة الله هي نصرةُ دينه ، ونصرةُ الرسولِ باتِّباعِ سُنَّتِه . { إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزيزٌ } : أقوى من أن يُنَازَعَه شريكٌ ، أو يضارِعَه في المُلْكِ مليك ، وأعزُّ من أن يحتاج إلى ناصر . قوله جل ذكره : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ } . أي أرسلنا نوحاً ، ومن بعده إبراهيم ، وجعلنا في نَسْلِهما النبوَّةَ والكتاب . { فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ } . أي : مستجيبٌ . { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } . خرجوا عن الطاعة . قوله جل ذكره : { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً } . أي : أرسلنا بعدهم عيسى ابن مريم . { وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } . بيَّن أنَّه لم يأمرهم بالرهبانيَّة بل هم الذين ابتدعوها ثم قال : { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللَّهِ } . هم الذين انفردوا بما عقدوه معنا أن يقوموا بحقِّنا . { فَآتَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } .