Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 7-7)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مَعِيَّةُ الحقِّ - سبحانه - وإن كانت على العموم بالعلم والرواية ، وعلى الخصوص بالفضل والنصرة - فلهذا الخطاب في قلوب أهل المعرفة أثرٌ عظيمٌ ، ولهم إلى أنْ ينتهيَ الأمرُ بهم إلى التولُّه فالوَلَهِ فالهيمان في غمار سماع هذا عيش راغد . ويقال : أصحابُ الكهف - وإن جَلَّتْ رتبتُهم واختصت من بين الناس مرتبتهم - فالحقُّ سبحانه يقول : { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] ولمَّا انتهى إلى هذه الآية قال : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ } فشتَّان بين مَنْ رابِعُهُ كَلْبُه وبين من رابِعُه ربُّه ! ! ويقال : أهلُ التوحيد ، وأصحابُ العقولِ من أهل الأصولِ يقولون : اللَّهُ واحدٌ لا من طريق العدد ، والحقُّ يقول : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } ويقال حيثما كنتَ فأنا معك ؛ إن كنت في المسجد فأنا معك ، وإن كنت في المصطبة فأنا معك ، إن طَلَبَ العلماء التأويلَ وشوَّشوا قلوبَ أُولي المواجيد فلا بأس - فأنا معهم . إن حضرْتَ المسجد فأنا معك بإسباغ النعمة ولكن وَعْداً ، وإن أتيتَ المصطبة فأنا معك بالرحمة وإسبالِ ستر المغفرة ولكن نَقْداً :