Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 13-15)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جل ذكره : { لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } . أخبر - سبحانه - أن المسلمين أشدُّ رهبةً في صدورهم من الله ، وذلك لِقلَّةِ يقينهم ، وإعراضِ قلوبِهم عن الله . قوله جلّ ذكره : { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } . أخبر أنهم لا يجسرون على مقاتلة المسلمين إلاَّ مُخاتلةً ، أو من وراء جدرانٍ . وإنما يشتدُّ بأسُهم فيما بينهم ، أي إذا حارب بعضهم بعضاً ، فأمَّا معكم … فلا . { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } . اجتماعُ النفوس - مع تنافرُ القلوب واختلافها - أصلُ كلَّ فساد ، وموجِبُ كُلِّ تخاذُل ، ومقتضى تجاسُرِ العدوِّ . واتفاقُ القلوبِ ؛ والاشتراكُ في الهِمَّةِ ؛ والتساوي في القَصْدِ يُوجِبُ كُلَّ ظَفَرٍ وكلَّ سعادة … ولا يكون ذلك للأعداء قطّ ؛ فليس فيهم إلا اختلالُ كلِّ حالٍ ، وانتقاضُ كلِّ شَمْلٍ . قوله جلّ ذكره : { كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . مَثَلُ بني قُرَيظة كمثل بني النضير ؛ ذاق النضير وَبالَ أَمرِهم قبل قريضة بِسَنَةٍ ؛ وذاق قريظة بعْدَهم وبال أمرهم .