Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } . هذه الحسنات للظاهر : وأمَّا حسنات القلوب فللواحد مائة إلى أضعاف مضاعفة . ويقال الحسنة من فضله تعالى تَصْدُر ، وبلطفه تحصل ، فهو يُجْرِي ، ثم يَقْبَلُ ويثني ، ثم يجازي ويُعطي . ويقال إحسانه - الذي هو التوفيق - يوجِبُ إحسانك الذي هو الوفاق ، وإحسانه - الذي هو خَلق الطاعة - يوجِبُ لك نعت الإحسان الذي هو الطاعة ؛ فالعناءُ منك فِعْلُه والجزاءُ لكَ فَضْلُه . ويقال إحسان النفوس تَوْفِيَة الخدمة ، وإحسان القلوب حفظ الحرمة ، وإحسان الأرواح مراعاة آداب الحشمة . ويقال إحسان الظاهر يوجب إحسانه في السرائر فالذي منك مجاهدتُك ، والذي إليك مشاهدتك . ويقال إحسان الزاهدين ترك الدنيا ، وإحسان المريدين رفض الهوى ، وإحسان العارفين قطع المنى ، وإحسان الموحدين التخلِّي عن الدنيا والعقبى ، والاكتفاء بوجود المولى . ويقال إحسان المبتدئين الصدق في الطلب ، وإحسان أصحاب النهاية حفظ الأدب ، فشرطُ الطلبِ ألا يبقى ميسورٌ إلاَّ بَذَلْتَه ، وشرط الأدب ألا تسمو لك هِمَّةٌ إلى شيءٍ إلا قطعتَه وتركته . ويقال للزهاد والعبَّاد ، وأصحاب الأوراد وأرباب الاجتهاد جزاءٌ محصور معدود ولأهل المواجيد لقاء غير مقطوع ولا ممنوع . قوله جلّ ذكره : { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } . يعني ( يُكالُ ) عليه بالكيل الذي يكيل ، ويُوقَفُ حيث يرضى لنفسه بأن يكون له موقفاً .