Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 31-33)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خسران وأي خسران ! لم يخسروا مالاً ، ولا مقاماً ولا حالاً ، ولكن كما قيل : @ لعمري لئن أنزفتُ دمعي فإنه لفرقِه مَنْ أفنيتُ في ذكره عمري @@ المصيبة لهم والحسرة على غيرهم ، ومَنْ لم يَعْرِفْ جَلالَ قدره متى تأسَّف على ما يفوته من حديثه وأمره ؟ ! وقوله : { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } : ما كان للنفس فيه حظ ونصيب اليوم فهو من الدنيا ، وما كان من الدنيا فإنه - لا محالة - يُلهيك عن مولاك ، وما يشغلك عن الحق ركونُه فغيرُ مباركٍ قُرْبُه . قوله : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } : هذه تعزية للرسول - صلى الله عليه وسلم - وتسلية . أي قد نعلم ما قالوا فيك وهم إنما قالوا ذلك بسَببِنَا ولأَجْلِنا . ولقد كُنْتَ عظيمَ الجاه فيهم قبل أن أوقعنا عليكَ هذا الرقم ؛ وكانوا يسمونك محمداً الأمين ، فإنْ أصابَكَ ما يصيبك فَلأَجْلِ حديثنا ، وغيرُ ضائعٍ لك هذا عندنا ، وحالُكَ فينا كما قيل :