Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 1-1)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جاء في القصة : أن النبي صلى الله عليه وسلم حَرَّم على نفسه مارية القبطية ، وفي الحال حَلَفَ ألاَّ يطأَها شهراً مراعاةً لقلب حفصة حيث رأت النبي صلى الله عليه وسلم معها في يومها . وقيل : حَرَّمَ على نَفْسِه شرْبَ العسل لمَّا قالت له زوجاته ، إِنَّا نشم منك ريح المغافير ! - والمغافير صمغ في البادية كريه الرائحة ، ويقال : بقلة كريهة الرائحة … فعاتَبَه اللَّهُ على ذلك . وهي صغيرةٌ منه على مذهب مَنْ جَوَّزَ الصغائر عليه ، وتَرْكٌ للأُوْلَى على مذهب مَنْ لم يجوِّز . وقيل : إنه طَلَّقَ حفصة طلقةً واحدة ، فأمره الله بمراجعتها ، وقال له جبريل : إنها صوَّامَةٌ قوَّامَة . وقيل : لم يطلقها ولكن هَمَّ بتطليقها فَمَنَعه اللَّهُ عن ذلك . وقيل : لمَّا رأته حفصة مع مارية في يومها قال لها : إنِّي مُسِرٌّ إليك سِرّاً فلا تخبري أحداً : إنَّ هذا الأمر يكون بعدي لأبي بكر ولأبيك . ولكن حفصة ذكرت هذا لعائشة ، وأوحى الله له بذلك ، فسأل النبيُّ حفصة : لِمَ أخبرتِ عائشة بما قلت ؟ فقالت به : ومَنْ أخبرك بذلك ؟ قال أخبرني الله ، وعَرَّفَ حفصةَ بعضَ ما قالت ، ولم يصرِّحْ لها بجميع ما قالت ، قال تعالى : { عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } ، فعاتبها على بعضٍ وأعرْضَ عن بعض - على عادة الكِرام . ويقال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نزلت هذه الآية كان كثيراً ما يقول : " اللهم إني أعوذ بك من كل قاطعِ يقطعني عنك " . وظاهرُ هذا الخطاب عتاب على أنَّه مراعاةً لقلب امرأته حَرَّمَ على نفسه ما أحلَّ اللَّهُ له . والإشارةُ فيه : وجوبُ تقديم حقِّ الله - سبحانه - على كل شيء في كل وقت .