Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 6-8)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } . أي : فَقَّهوهم ، وأَدِّبوهم ، وادعوهم إلى طاعة الله ، وامنعوهم عن استحقاق العقوبة بإرشادهم وتعليمهم . ودلَّت الآيةُ : على وجوبِ الأمرِ بالمعروف في الدِّين للأقرب فالأقرب . وقيل : أظْهِروا من أنفسكم العبادات ليتعلَّموا منكم ، ويعتادوا كعادتكم . ويقال : دلُّوهم على السُّنَّةِ والجماعة . ويقال : عَلِّموهم الأخلاقَ الحِسان . ويقال : مُرُوهم بقبول النصيحة . { وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } : الوقود : الحطب . ويقال : أمر الناس يصلح بحجرة أو مَدَرَة ، فإن أصل الإنسان مدرة ، ولو أنه أقام حَجَرَةٌ مقامَ مَدَرة فلا غروَ من فَضْلِ الله . اللهمَّ فأَلْقِ فيها بَدَلنا حَجَراً وخلِّصْنا منها . قوله جلّ ذكره : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . إذا فاتَ الوقتُ استفحل الأمرُ ، وانغلق البابُ ، وسقطت الحِيَلُ … فالواجبُ البِدارُ والفرارُ لتصل إلى رَوْحِ القَرار . قوله جلّ ذكره : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } . التوبةُ النصوحُ : هي التي لا يَعقُبها نَقْضٌ . ويقال : هي التي لا تراها من نَفْسِك ، ولا ترى نجاتَكَ بها ، وإنما تراها بربِّك . ويقال : هي أنْ تجدَ المرارةَ في قلبك عند ذكر الزَّلَّة كما كُنْتَ تجد الراحة لنفسِك عند فِعْلِها . قوله جلّ ذكره : { يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . لا يُخزِي اللَّهُ النبيَّ بِتَرْكِ شفاعته ، والذين آمنوا معه بافتضاحِهم بعد ما قَبِلَ فيهم شفاعته . { نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } عبَّر بذلك عن أنَّ الإيمانَ من جميع جهاتهم . ويقال : بأَيمانهم كتابُ نجاتهم : أراد نور توحيدهم ونور معرفتهم ونور إيمانهم ، وما يخصُّهم اللَّهُ به من الأنوارِ في ذلك اليوم . { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } : يستديمون التضرُّعَ والابتهالَ في السؤال .