Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 42-47)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } . { عَن سَاقٍ } : أي عن شِدَّةٍ يومَ القيامة . ويقال في التفسير عن ساقِ العرش . يُؤْمَرون بالسجود ؛ فأمَّا المؤمنون فيسجدون ، وأمَّا الكفار فتُشَدُّ أصلابُهم فلا تنحني . وقيل : يكشف المريضُ عن ساقه - وقت التوفِّي - ليُبْصِرَ ضعفَه - ويقول المؤذَّنُ : حيِّ على الصلاة - فلا يستطيع . وعلى الجملة فقد خَوَّفَهم بهذه القالة : إمَّا عند انتهائهم في الدنيا أو ابتدائهم في الآخرة . { … وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ } . يذكرهم بذلك ليزدادوا حسرةً ، ولتكونَ الحجةُ عليهم أبلغَ . قوله جلّ ذكره : { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } . سنُقَرِّبُهم من العقوبة بحيث لا يشعرون . والاستدراجُ : أَنْ يريد الشيءَ ويَطْوِي عن صاحبه وَجْهُ القَصْدِ فيه ، ويُدْرِجُه إليه شيئاً بعد شيء ، حتى يأخذه بغتةً . ويقال : الاستدراج : التمكين من النِّعم مقروناً بنسيان الشكر . ويقال : الاستدراجُ : أنهم كلما ازدادوا معصيةً زادهم نعمةً . ويقال : أَلاَّ يُعاقِبَه في حالِ الزَّلَّة ، وإنما يؤخِّر العقوبَة إِلى ما بعدها … ويقال : هو الاشتغال بالنعمة مع نسيان المنعم . ويقال : الاغترارُ بطول الإمهال . ويقال : ظاهرٌ مغبوط وباطنٌ مُشَوَّش . قوله جلّ ذكره : { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } . أُمْهِلُهم … ثم إِذا أَخَذْتُهم فأخْذِي أَليمٌ شديدٌ . قوله جلّ ذكره : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } . أي : ليس عليهم كُلْفة مقابلَ ما تدعوهم إليه ، وليست عليهم غرامة إِنْ هم اتبعوك … فأنت لا تسأل أجراً … فما موجِباتُ التأخُّرِ وتركُ الاستجابة ؟ { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } ؟ . أم عندهم شيءٌ من الغيب انفردوا به وأوجب لهم ألا يستجيبوا ؟ .