Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 38-51)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } . " لا " صلة والمعنى : أُقْسِم ؛ كأنه قال : أقسم بجميع الأشياء ، لأنه لا ثالثَ لما يبصرون وما لا يبصرون . وجوابُ القَسَم : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } … أي وجيهٍ عند الله . وقولُ الرسولِ الكريم هو القرآنُ أو قراءةُ القرآن . وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن أي أَن محمداً ليس شاعراً ولا كاهناً بل هو : { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . قوله جلّ ذكره : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } . أي لو كان محمدٌ يكذب علينا لمنعناه منه وعصمناه عنه ، ولو تعمَّد لعذَّبناه . والقول بعصمة الأنبياء واجب . ثم كان لا ناصرَ له منكم ولا من غيركم ، وهذا القرآن : { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } . حقُّ اليقين هو اليقين فالإضافة هكذا إلى نفس الشيء . وعلوم الناس تختلف في الطرق إلى اليقين خفاءً وجلاءً ؛ فما يقال عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحقِّ اليقين يرجع إلى كثرة البراهين ، وخفاء الطريق وجلائه ، ثم إلى كون بعضه ضرورياً وإلى بعضه كسبياً ، ثم ما يكون مع الإدراكات .