Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 54-54)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تعرّف إلى الخلق بآياته الظاهرة الدالة على قدرته وهي أفعاله ، وتعرّف إلى الخواص منهم بآياته الدالة على نصرته التي هي أفضاله وإقباله ، وظهر لأسرار خواص الخواص بنعوته الذاتية التي هي جماله وجلاله ، فشتان بين قومٍ وقوم ! . ثم كما يدخل في الظاهر الليل على النهار والنهارَ على الليل فكذلك يدخل القبض على البسط والبسط على القبض . ومنه الإشارة إلى ليل القلوب ونهار القلوب : فَمِنْ عبدٍ أحواله أجمع قبض ، ومن عبدِ أحواله أجمع بسط ، ومن عبيد يكون مرة بعين القبض ومرة بعين البسط كما أن بعض أقطار العالَم فيها نهار بلا ليل ، وفي بعضها ليل بلا نهار ، وفي بعضها ليل يدخل على نهار ونهار يدخل على ليل . { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأَمْرُ } فمنه الخير والشر ، والنفع والضر ، فإن له الخلْقَ والأمر . { تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } هذه الكلمة مجمع الدعاء لاشتمالها على إفادة معنى قِدَمِه ودوامِ ثبوته من حيث يُقال بَرَكَ الطيرُ على الماء . وأفادت معنى جلاله الذي هو استحقاقه لنعوت العِزِّ لأنه قد تبارك أي تعظَّم . وأشارت إلى إسداد النِّعم وإتاحة الإحسان من حيث إن البَرَكَة هي الزيادة فهي مجمع الثناء والمدح للحق سبحانه .