Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-4)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } . أي : المتزمل المتلفِّف في ثيابِه . وفي الخبر : " أنه كان عند نزول هذه الآية عليه مِرْطُ من شَعْرٍ وَبَرٍ ، وقالت عائشة رضي الله عنها : كان نصفُه عليَّ وأنا نائمة ، ونصفه على رسول الله وهو يُصَلِّي ، وطولُ المِرْطِ أربعةُ عشر ذراعاً " . { نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } . { قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } نصفَه بَدَلٌ منه ؛ أي : قم نصف الليل ، وأَنْقِصْ من النصف إلى الثلث أو زِدْ على الثلث ، فكان عليه الصلاة والسلام في وجوب قيام الليل مُخَيَّراً ما بين ثلث الليل إلى النصف وما بين النصف إلى الثلث . وكان ذلك قبل فَرْضِ الصلوات الخمس ، ثم نُسِخَ بعد وجوبها على الأمة - وإن كانت بقيت واجبة على الرسول صلى الله عليه سلم . ويقال : يا أيها المتزمل بأعباء النبوَّة … { قُمِ ٱلَّيلَ } . ويقال : يا أيها الذي يُخْفِي ما خصصناه به قُمْ فأنذِرْ … فإنّا نصرناك . ويقالك قُمْ بنا … يا مَنْ جعلنا الليل ليسكن فيه كلُّ الناس … قُمْ أنت . فليسكنْ الكلُّ … ولْتَقُمْ أنت . ويقال : لمَّا فَرَضَ عليه القيام بالليل أخبر عن نَفْسِه لأجل أُمَّته وإكراماً لشأنه وقدرة . وفي الخبر : " أنه ينزل كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا … " ولا يُدْرَى التأويل للخبر ، أو أنَّ التأويل معلوم … وإلى أن ينتهي إلى التأويل فللأحبابِ راحاتٌ كثيرة ، ووجوهٌ من الإحسان موفورة . قوله جلّ ذكره : { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } . ارْتَعْ بِسِرِّك في فَهْمِه ، وَتأَنَّ بلسانِك في قراءته .