Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 4-6)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً } . أي : هَيَّأْنا لهم سلاسلَ يُسْحَبون فيها ، { وَأَغْلاَلاً } لأعناقهم يُهانون بها ، { وَسَعِيراً } : ناراً مستعرة . { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } . قيل : البَرُّ : الذي لا يُضْمِرُ الشَّرَّ ، ولا يؤذي الذَّرّ . وقيل : { ٱلأَبْرَارَ } : هم الذين سَمَتْ هِمَّتهُم عن المستحقرات ، وظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة فاتّقوا عن مُسَاكنةٍ الدنيا . { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } رائحتها كرائحة الكافور ، أو ممزوجة بالكافور . ويقال : اختلفت مشاربهُم في الآخرة ؛ فكلٌّ يُسْقَى ما يليق بحاله … وكذلك في الدنيا مشاربهُم مختلفة ؛ فمنهم مَنْ يُسقَى مَزْجاً ، ومنهم من يُسقَى صِرْفاً ، ومنهم من يسقى على النُّوَب ، ومنهم من يُسقى بالنُّجُب ومنهم من يُسْقى وحدَه ولا يُسقي مما يُسقى غيره ، ومنهم مَنْ يسقى هو والقوم شراباً واحداً … وقالوا : @ إن كنت من ندماي فبالأكبر اسْقِني ولا تَسْقِني بالأصغر المتثلم @@ وفائدة الشرابِ - اليومَ - أن يشغلهم عن كل شيءٍ فيريحُهم عن الإحساس ، ويأخذهم عن قضايا العقل … كذلك قضايا الشراب في الآخرة ، فيها زوالُ الأرَبِ ، وسقوطُ الطلبِ ، ودَوَامُ الطَّرَب ، وذَهَابُ الحَرَب ، والغفلة عن كلِّ سبب . ولقد قالوا : @ عاقِرْ عقارك واصْطبِحْ واقدَحْ سرورَك بالقَدحَ واخلع عذارك في الهوى وأَرِحْ عذولَك واسترحْ وافرَحْ بوقتِك إنما عُمْرُ الفتى وقتُ الفَرَح @@ قوله جلّ ذكره : { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } . يُشَقِّقونها تشقيقاً ، ومعناه أَن تلك العيون تجري في منازلهم وقصورهم على ما يريدون . واليومَ - لهم عيونٌ في أَسرارهم من عين المحبة ، وعين الصفاء ، وعين الوفاء ، وعين البسط ، وعين الروح … وغير ذلك ، وغداً لهم عيون .