Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 19-20)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } الذين لا يستوي ظاهرُهم وباطنهم في التصديق . وهكذا كان المتقدمون من أهل الزَّلَّة والفَترة في الطريقة ، والخيانة في أحكام المحبة فعُذِّبوا بالحرمان في عاجلهم ، ولم يذوقوا من المعاني شيئاً . قوله جلّ ذكره : { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } . أي : حقير . وإذ قد علمتم ذلك فلِمَ لم تقيسوا أمر البعث عليه ؟ ويقال : ذَكَّرَهم أصلَ خلقتم لئلا يُعْجَبوا بأحوالهم ؛ فإنه لا جِنْسَ من المخلوقين والمخلوقاتِ أشدَّ دعوى من بني آدم . فمن الواجب أَنْ يَتَفَكَّرَ الإنسان في أَصلِه … كان نطفةً وفي انتهائه يكون جيفة ، وفي وسائط حالِه كنيفٌ في قميص ! ! فبالحريِّ ألاَّ يُدِلَّ ولا يفتخر : @ كيـف يـزهو مَنْ رجيعـهُ أَبَـدَ الـدهرِ ضجيعُه فهـو منـه وإليـه وأَخـوه ورضـيـعُـه وهـو يـدعوه إلى الحُـ ـشِّ بصغـر فيطيعـه ؟ ! ! @@ ويقال : يُذكِّرهم أصلَهم … كيف كان كذلك … ومع ذلك فقد نقلهم إلى أحسن صورة ، قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } [ التغابن : 3 ] ، والذي يفعل ذلك قادِرٌ على أن يُرقِّيَكَ من الأحوال الخسيسة إلى تلك المنازل الشريفة .