Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 22-28)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } . اليومَ وغداً : اليومَ في رَوْحِ العرفان ، وراحةِ الطاعة والإحسان ، ونعمةِ الرضا وأُنْسِ القُربة وبَسْطِ الوصلة . وغداً - في الجنة وما وُعِدوا به من فنون الزلفة والقربة . قوله جلّ ذكره : { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } . أثْبَتَ النظرَ ولم يُبَيَّنْ المنظور إليه لاختلافهم في أحوالهم ؛ فمنهم من ينظر إلى قُصُوره . ومنهم من ينظر إلى حُورِه ، ومنهم ومنهم … ومنهم الخواصُّ فهم على دوامِ الأوقات إلى الله - سبحانه - يَنْظُرون . قوله جلّ ذكره : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } . مَنْ نظر إليهم عَلِمَ أنَّ أثََرَ نَظَرِه إلى مولاه ما يلوح على وجه من النعيم ؛ فأحوال المحبِّ شهودٌ عليه أبداً . فإنْ كان الوقتُ وقتَ وصالٍ فاختيالُه ودلالُه ، وسرورُه وحبورُه ، ونشاطُه وانبساطُه . وإِنْ كان الوقتُ وقتَ غيبةٍ وفراق فالشهودُ عليه نحولُه وذبولُه ، وحنينُه وأنينُه ، ودموعُه وهجوعُه … وفي معناه قلت : @ يا مَنْ تَغَيُّرُ صورتي لَمَّا بدا - لجميع ما ظنوا بنا - تحقيقُ @@ وقلت : @ ولمَّا أتَى الواشين أنِّي زُرْتُها جَحَدُتُ حذاراً أنْ تَشِيعَ السرائرُ فقالوا : نرى في وجهِك اليومَ نضرةً كَسَتْ مُحيَّاك … وهاذاك ظاهِرُ ! وبُرْدُكَ لا ذاك الذي كان قبلَه به طِيبُ نَشْرٍ لم تُشِعْهُ المجامِرُ فما كان منِّي من بيانٍ أُقيمه وهيهات أن يخفي مُريبٌ مساتِرُ ! @@ قوله جلّ ذكره : { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } . { مَّخْتُومٍ } أي رحيقٌ لا غِشَّ فيه . ويقال : عتيقٌ طَيِّبٌ . ويقال : إنهم يشربون شراباً آخره مِسْكٌ . ويقال : بل هو مختومٌ قبل حضورهم . ويقال : { خِتَامُهُ مِسْكٌ } . ممنوعٌ من كلِّ أحدٍ ، مُعَدٌّ مُدَّخَرٌ لكلِّ أحدٍ باسمه . { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } . وتنافُسُهم فيه بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة ، والسباقُ إلى القُرْب ، وتعليقُ القلبِ بالله ، والانسلاخُ عن الأخلاقِ الدَّنِيَّة ، وجَوَلاَنُ الهِمَمِ في الملكوت ، واستدامةُ المناجاة . قوله جلّ ذكره : { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } . { تَسْنِيمٍ } : أي : عينٌ تسَنَّمُ عليهم من عُلُوٍّ . وقيل : ميزابٌ يَنْصَبُّ عليهم من فوقهم . ويقال : سُمِّي تسنيماً ؛ لأن ماءَه يجري في الهواء مُتَسَنِّماً فينصبُّ في أواني أهل الجنة ؛ فمنهم مَنْ يُسْقَى مَزْجاً ، ومنهم مَنْ يُسْقى صِرْفاً … الأولياء يُسْقَون مزجاً ، والخواصُ يُسْقَون صِرْفاً .