Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 9-15)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جل ذكره : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } . هذا جواب القَسَم . أي " لقد أفلح من زكاها " . ويقال : مَنْ زكَّاه اللَّهُ عزَّ وجلَّ . { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } . أي : دسَّاها الله . وقيل : دسَّها في جملة الصالحين وليس منهم . وقيل : خاب مَنْ دسَّ نَفْسَه بمعصية الله . وقيل دسَّاها : جعل خسيسةً حقيرةً . وأصل الكلمة دسسها . قوله جل ذكره : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } . { بِطَغْوَاهَآ } : لطغيانها ، وقيل : إن صالحاً قد مات ، فكَفَر قومُه ، فأحياه اللَّهُ ، فدعاهم إلى الإيمان ، فكذَّبوه ، وسألوه علامةً وهي الناقة ، فأتاهم صالح بما سألوا . { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } . " أشقاها " عاقِرُها . { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } . أي : احذروا ناقةَ اللَّهِ ، واحذروا سقياها : أي لا تتعرَّضوا لها . { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } . أي كذَّبوا صالحاً ، فعقروا الناقة . { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } . أي : أهلكهم بجُرْمِهم " فسوَّاها " : أي أَطبق عليهم العذاب . ويقال : سَوَّى بينهم ربُّهم في العذاب لأنهم كلهم رضوا بعقر الناقة . قوله جل ذكره : { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } . أي : أن الله لا يخاف عاقبة ما فَعَلَ بهم من العقوبة . ويقال : قد أفلح مَنْ دَاوَمَ على العبادة ، وخابَ مَنْ قصَّرَ فيها . وفائدة السورة : أنه أفلح مَنْ طَهَّرَ نَفْسَه عن الذنوب والعيوبِ ، ثم عن الأطماع في الأعواض والأغراض ، ثم أبْعَدَ نَفْسَه عن الاعتراض على الأقسام ، وعن ارتكاب الحرام . وقد خابَ من خانَ نَفْسَه ، وأهملها عن المراعاة ، ودَنَّسَهَا بالمخالفات ، فلم يرضَ بعَدَم المعاني حتى ضمَّ إلى فَقْرِها منها الدعاوى المظلمة … فغرقت في بحرِ الشقاء سفينَتُه .