Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-6)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } . ألَمْ نُوَسِّعْ قَلْبَكَ للإِسلام ؟ ألم نُليِّنه للإِيمان ؟ ويقال ألم نوسع صدرك بنور الرسالة ؟ ألم نوسِّع صدرك لقَبُولِ ما نورِدُ عليك . { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } . أي : إثمْكَ قبل النبوَّة . ويقال : عصمناكَ عن ارتكابِ الوِزْرِ ؛ فَوضْعُه عنه بأنَّه لم يستوجبْه قطّ . ويقال : خفضنا عنك أعباءَ النبوَّة وجعلناكَ محمولاً لا متحمِّلاً . ويقال : قويناك على التحمُّل من الخَلْق ، وقوَّيناك لمشاهدتنا ، وحفظنا عليك ما استحفظت ، وحرسناكَ عن ملاحظة الخَلْقَ فيما شرَّفناك به . { ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } : أثقله ، ولولا حَمْلُنا عنك لَكُسِرَ . { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } . بِذِكْرنا ؛ فكما لا تَصِحُّ كلمةُ الشهادة إلا بي ، فإنها لا تَصِحُّ إلا بك . ويقال : رفعنا لك ذكرك بقول الناس : محمد رسول الله ! ويقال : أثبتنا لك شرف الرسالة . { فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } . وفي الخبر : " لن يغلب عُسْرٌ يُسْريْن " ومعناه : أن العسر بالألف واللام في الموضعين للعهد - فهو واحد ، واليُسْر مُنكَّرٌ في الموضعين فهما شيئان . والعُسْر الواحد : ما كان في الدنيا ، واليسران : أحدهما في الدنيا في الخصب ، وزوال البلاء ، والثاني في الآخرة من الجزاء وإذاً فعُسْرُ جميع المؤمنين واحد - وهو ما نابهم من شدائد الدنيا ، ويُسْرُهم اثنان : اليومَ بالكَشْفِ والصَّرْفِ ، وغداً بالجزاء .