Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-3)

Tafsir: Mafātīḥ al-ġayb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اقسم الحق سبحانه باشارة الالف الى استواء فردانية ازليته على قلوب المفردين من اهل التفريد وباشارة اللام الى كشف جماله للارواح العاشقين الذين استقاموا مع الله بنعت التجريد وباشارة الميم الى محبة القدمية السابقة لسباق المحبين الذين استغرقوا فى بحار التوحيد انه تعالى لا يدفع من ادعى محبته ومعرفته فى مقام وصاله وكشف جماله فى الدنيا وبصف السرمدية الا ويبتليهم بعد التجلى بالاستنار وبعد كشف الانوار بتعذيب الاسرار لاستيفاء حق الربوبية من العبودية وغيرة الازلية على كون الحدث بالاسامى والنعوت فى نعوته الابدية قال ابن عطا ظن الحق انهم يتركون مع دعاوى المحبة ولا يطالبون بحقايقها وحقائق المحبة هى صب البلاء على المحبة وتلذذه بالبلاء فبلاء يلحق جسده وبلاء يلحق قلبه وبلاء يلحق سره وبلاء يلحق روحه وبلاء النفس فى الظاهر الامراض والمحن فى الحقيقة منعها عن القيام بخدمة القوى العزيز بعد مخاطبته اياه بقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبلاء القلب تراكم الشوق ومراعاة ما يرد عليه فى الوقت من ربه والمحافظة على احواله مع الحرمة والهيبة وبلاء السر هو المقام مع من لا مقام للخلق معه والرجوع الى من لا وصل للخلق اليه وبلاء الروح الحصول فى القبضة والابتلاء بالمشاهدة وهذا ما لا طاقة لاحد فيه ثم بين سبحانه انه لا ينج احد من الاولين والأخرين من دركات الامتحان بقوله { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } ميز بالتبري بين الصادق والكاذب فتبين شكر الشاكرين فى النعمة وصبر الصابرين فى المحنة ودعوى الكاذبين بفرارهم عن البلاء والطاعة قال ابن عطا بين صدق العبد من كذبه فى اوقات الرخاء والبلاء من شكر فى ايام الرخاء وصبر فى ايام البلاء فهو من الصادقين ومن بطر فى ايام الرخاء وجزع فى ايام البلاء فهو من الكاذبين ثم بين سبحانه ان الذين عاشوا فى البطالة لم يبلغوا منازل الصديقين بالتمنى والتجلى وابواب مقادير سعادة الازال مسدودة عليهم ايحسبون ان ينقضوا فضيات الحق السالفة فيهم بوصف الشقاوة والطرد والقطيعة ويبدلوها بقضياته السابقة بنعت الاصطفائية فى حق العارفين المحبين المطيعين كلا ليس كما يحسبون فان احكام الازلية مقدسة من النقوض والنقائض بهوسات المفلسين الباطلين .