Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 90-93)

Tafsir: Mafātīḥ al-ġayb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ } اى من كوشف له من مقامات الاول شئ وصدق به وأمن باحوالهم وكراماتهم ثم كذبهم عن ايمانه بهم بسبب اوعلة او فراراً من مجاهداتهم واجتهادهم وضيق رسومهم ثم اذادوا كفراً بإقامتهم على انكارهم وشروعهم فى ايذاء الاولياء والمريدين واهل الرغائب والاشارة فيه ان هؤلاء الذين وقعوا فى عاهة الانكار وبلية الجحود بعد شهودهم اثار الغيب فى مشاهدة البيان وانسوا به والغوه ثم عميت ابصار قلوبهم عن مشاهدة الاخرة وصمت آذان اسرارهم عن خطاب الحق فى بواطن الغيب وصدت عقولهم برين الجهالة وعصت نفوسهم خالق الخلق بهجومها فى غلطات الكبر والرعونة وخبث اخلاقهم من شوائب الشهوات وكدرت ارواحهم من اقتحامهم فى العجب والرياء والكبر وابغضت الاولياء وساءت ادابهم بين يدى الله لم يقبل الله تعالى توبتهم لانهم ذاقوا حلاوة الرياء والسمعة وآثروا حظوظ الدنيا على صحبة اهل المعرفة وركنوا الى صحبة الاضداد ومالوا عن بساط الحرمة الى عرضة المخالفة ومَن هذه احواله فتوبته لا تستقيم واوبته لا تدوم لغلبة الشهوة على قلبه وكثرة الفترة على بدنه لا يلصق به نصيحة ولا اثرت فيه شفقة ولا ينتظم شمله بطرت نفوس هؤلاء بالشهوات واسودت قلوبهم من الشبهات جازاهم الله تعالى بابعادهم عن حضرة الوصال ومشهد الجمال وهو قوله تعالى لن تقبل توبتهم فاولئك هم الضالون ضالون عن طريق الحقائق والمعارف والكواشف واسبل الله على قلوبهم غطاء القهر حتى لا يرون انوار عجائب كرامات اوليائه ولا يقومون عند الله يوم القيمة وزنا وان كثرت صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ } قوله تعالى : { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّوْنَ } اهل هذه الصفة فى انفاقهم على اربع طبقات طبقة منهم اهل المعاملات وهم على عشرة اقسام قسم منهم التائبون وانفاقهم ثلاثة ترك الدنيا وترك الرياسة وترك النفس لله وفى الله وقسم منهم المتورعون وانفاقهم ثلاثة الاجتناب من المعاصى وترك ما سوى البلغة من الحلال وفطام النفس عن الشهوات وقسم منهم الزاهدون وانفاقهم ثلاثة مجاهدة النفس وتزكية الاعمال وذم الجوارح وقسم منهم الفقراء وانفاقهم ثلاثه حفظ الاوقات وصيانة الفقر والتعفف فى جميع الامور وقسم منهم الاغنياء من هذه الطائفة وانفاقهم ثلاثة بذل الاموال بغير المنة والابداء والتواضع عند الفقراء وطلب الاخلاص في انفسهم عند خطرات الرياء قسم منهم الصابرون وانفاقهم ثلاثة الخروج من الجزع عند الفاقة ونشاط القلب عند نزول البلاء وايثار البلاء على الراحة وقسم منهم الشاكرون وانفاقهم ثلاثة قصر السنتهم عن الثناء مع عرفاتهم نعم ربهم استحياء منه وحيرة فى قلوبهم عن معرفة حقيقة المنعم والخروج من رسم الاعواض فى بذل الارواح وقسم منهم المتوكلون وانفاقهم ثلاثة استرسال النفوس لله عند نزول بلائه وبذل المهجة له طلبا لرضاه وضبط الخاطر من الخطرات عند جريان قضائه وقسم منهم الراضون وانفاقهم ثلاثة ترك اختيارهم فى اختياره وترك تدبيرهم في مراده وصون اسرارهم عما دونه وقسم منهم الصادقون وانفاقهم ثلاثة اخلاص العبودية عن رؤية الخلق واخلاص السر عن رعونه النفس واخلاص التوحيد عن رسم الحدوثية وطبقة منهم اهل الحالات وهم على عشرة اقسام قسم منهم المراقبون وانفاقهم دفع الخطرات واخفاء المناجاة وحفظ الحرمة فى الخلوات وقسم منهم الخائفون وانفاقهم ثلاثة قلة النوم وقلة الاكل وقلة الكلام وقسم منهم الراجعون وانفاقهم ثلاثة ترك الطبع فى الدارين والارتقاء من هذين المنزلين وتخلية السر عن ذكر العالمين وقسم منهم المحبون وانفاقهم ثلاثة الاتقاء عن معرض الكرامات وترك الالتفات الى الطاعات وتصفية القلب من الدرجات لوصولهم الى مقام المشاهدات وقسم منهم المشتاقون وانفاقهم ثلاثة احتراق القلوب وبنيران الحزن واحتراق النفوس بنيران الجوع واحتراق الارواح بنيران الخوف والاجلال وقسم منهم العاشقون وانفاقهم ترك طلب الولاية وترك حظ المحبة والتزام السر فى منزل الرعاية وقسم منهم الموقنون وانفاقهم ثلاثة ترك الشفقة على النفوس ودوام رعاية القلوب والشروع فى تزكية الارواح عن ذكر الحدثان وقسم منهم المستأنسون وانفاقهم ثلاثة الاعراض عن الخلق والقاء الخاطر الى مشهد طلوع صبح انوار المشاهدة وطهارة السر عن معارضة العدو وقسم منهم المطمئنون وانفاقهم ثلاثة التمكن فى البلاء والصبر فى العناء والشكر فى النعماء وقسم منهم المحسنون وانفاقهم ثلاثة صحة العبودية بنعت رؤية المشاهدة وبذل الروح لله بلا رغبة فى ثواب الجنة ومطالعة انوار الكناية وطبقة منهم اهل المعرفة وهم على عشرة اقسام قسم منهم الذاكرون وانفاقهم ثلاثة دفع الوسواس وطرد الغفلة من القلب بين الناس والخروج من رسوم الاشخاص ومنهم المتفكرون وانفاقهم ثلاثة ارسال الارواح الى مشاهدة الغيوب لترائى هلال جلال القدم وامهال العقول الى ميادين الملكوت لمشاهدة الجبروت وادلاء القلوب الى بساط القربة لطلب الوصلة بنعت الهيبة وركاب السر فى جولانه فى انوار البقاء والازل وقسم منهم الحكماء وانفاقهم ثلاثة التكلم للمريدين ونشر العلم للطالبين وارشاد الصواب للعالمين قسم منهم اهل الحياء وانفاقهم ثلاثة الفرق بالسر من مقام المكر وتقديس شهوة الحقيقة عن مشهد الذكر ودفع دقائق الرياء فى مجارى الخطرات وقسم منهم اهل التلوين وانفاقهم ثلاثة التفكير فى الربوبية بالعقل لتحصيل المعرفة والنظر الى قديم انعامة بالقلب لتحصيل المحبة والسر بالروح فى عالم الملكوت لتحصيل انوار المشاهدة وهذه صفة من يباشر قلبه نور الاحدية على الاوقات السرمدية فهؤلاء منزوون بكنوز الانوار التوحيد معرفون من بحار الامتنان حقائق الاسرار الهوية بنعت التجريد ناطقون عما فى الضمائر وكاشفون مكنون السرائر وقسم منهم اهل التمكين وانفاقهم ثلاثة حفظ جناح العبودية على وصيد الربوبية ودفع تهمة البشرية عن مصدر كشف المشاهدة ورسوخ السر فى طوالع سلطان الهيبة فاهل التمكين منزيون عن ادراك حقيقة جمال القدم ومقدمون عن اتحاد البقاء باعدام مشاهد صرف سلطان الوحدانية فيحرسون اسرارهم عن شوائب الحوادث ويخوطون انوارهم عن اطلاع الخلائق ويصونون ما اوحى الله اليهم من اسرار الإلهام عن تحريفات الشياطين واباطيلهم وقسم منهم اهل الحقيقة وانفاقهم ثلاثة الدعاء على العصاة وتحمل ايذائهم على طيب النفس وترك الطمع فى مجازاتهم فهؤلاء رحمة الله على عباده فالخلق مصرمون عن المصارف وهم مكثرون بالكواشف فيضهم الله لبقاء العباد والبلاد ليلتجئ اليهم مرتابون الاحوال واهل رغائب الآلاء وقسم منهم اهل السر وانفاقهم ثلاثة كتمان الاسرار من خوف غيرة الحق عليهم وخروجهم عن مرادهم لمراد الحق وتفقد جمال غيب غيبه فى صدورهم غيبه عن الخلق وقسم منهم العارفون وانفاقهم ثلاثة يتركون الدنيا لاهلها ويتركون الاخرة ولذاتها ويجلسون على باب مولاهم منصرمين مما سواه مفلحين اليه بنعت رغائب المحبة مفتقرين الى مشاهدته بصفاء العبودية يحسموا عن المكونات وانقطعوا اليه عن المخلوقات وطبقة منهم اهل التوحيد وهم على عشرة اقسام قسم منهم اهل القبض وانفاقهم ثلاثة عد انفاس المراقبات فى مقام الحزن وصب الدماء فى حين العشق والتاؤه من صميم القلب فى مقام الشوق وقسم منهم اهل البسط وانفاقهم ثلاثة الفرح بوجه الحبيب والزفرة من مخاطبة الرقيب والتقرب بكثرة النوافل الى القريب وقسم منهم اهل السكر وانفاقهم ثلاثة الشروع فى السماع وطلب الوصل بالنغمات واستنشاق نفخات القرب بالمراقبات وقسم منهم اهل الصحو وانفاقهم ثلاثة السكون فى مرارة الهجران والحنين من شوق الرحمن والحنن على خلقه شفقة على احوالهم والتمكين فى محاربة الشيطان وقسم منهم اهل الفناء وانفاقهم تزكية الاسرار بالذكر وتربية الاحوال بالفكر وزم الاشباح بزمام المجاهدة وقسم منهم اهل البقاء وانفاقهم ثلاثة ذكر المشاهدات ونشر الكرامات والتخلص من المجاهدات بتحصيل المكاشفات وقسم منهم اهل الانبساط وانفاقهم ثلاثة الاستغفار بعد الشطح وحفظ الاداب فى حال السكر والاخبار عن المقامات لأهل الارادات وقسم منهم اهل حقائق التوحيد وانفاقهم ثلاثة الاستقامة فى الامتحان بنعت اخلاص الايمان وترك حظوظهم فى مقام المحبة لوجدان جمال القدم لان المحبة حظ العارف ورؤية القدم نصيب الحق جل وعز ورعاية الاسرار بترك رسوم المقامات وقسم منهم اهل الوله وانفاقهم ثلاثة الرمزة فى العبرات والفوز فى الازليات وبذل المهجة للابديات وقسم منهم اهل الاتحاد وانفاقهم لثلاثة قمع شهوات العشق عن مغارس اشجار التوحيد وسير السير فى قدم القدم بنعت التجريد وطيران الروح فى بقاء البقاء باجنحة التفريد هذا وصف انفاق رجال الصدق وهم بالتفاوت فيما نالوا من ثواب الانفاق فى هذه المقامات من جزيل الكرامات وهو ما ذكر الله تعالى فى كتابه { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ } فالبّر جزاؤهم منه ولكل طائفة منه بر من هؤلاء الذين ذكرنا احوالهم فى انفاقهم على قصد ارادتهم وصدق نياتهم فبر التائبين هو محبة الله لهم بعد ايابهم منهم اليه وهذا اشارة الله تعالى قال { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } واما بر المتورعين فهو استجابة الدعوة مقرونة بالتقوى واما بر الزاهدين فهو الحكمة من الله تعالى وهو اشارة النبى صلى الله عليه وسلم قال من زهد فى الدنيا اربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فاما بر الفقراء فهو السكينة من الله تعالى ظهرت فى قلوبهم واما بر الاغنياء فهو درجة الكرامات واما بر الصابرين فهو درجة الولايات واما بر الشاكرين فهو زيادة القربة قال الله تعالى { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } واما بر المتوكلين وهو الكفاية فى جميع المراد ووجدان لطائف محبة الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال تعالى ان الله يحب المتوكلين واما بر الراضين فهو رضوان الله تعالى قال الله تعالى رضى الله عنهم ورضوا عنه وقال عليه السلام الرضوان الاكبر هو تجلى الخاص ومن بلغ مقام الرضا فقد وجد رضوان الاكبر واما بر الصادقين فهو المحمدة فى الدنيا والاخرة وحقيقة الطمأنينة والكرامة على رؤوس الخلائق يوم القيامة قال الله تعالى ليجزى الله الصديقين بصدقهم هذا درجة اهل المعاملات فى مجازاة الله اياهم ببره وكرامته واما بر المراقبين فهو وجدان نور الفراسة وحلاوة الذكر واما بر الخائفين فهو ذوق المحبة ومعرفة اجلال الحق تعالى واما بر الراجين فهو صفاء اليقين ونور البسط والانبساط واما بر المحبين فهو المكاشفة وانوار القربة والمشاهدة واما بر المشتاقين فهو الانس بالله فى جميع المعانى واما بر العاشقين فهو بهجة سناء الجمال فى عين الارواح واما بر الموقنين فهو مشاهدة الالاء والنعماء فى رسوم الربوبية واما بر المستأنسين فهو حلاوة حسن القدم فى قلوبهم وتفرد خواطرهم عن وجل خطرات الشياطين فى اسواق الشهوات واما بر المطمئنين فهو حصول الكرامات من تقليب الاعيان وانواع عجائب الايات وان يذوق العارف طعم حلاوة الذكر قال الله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب وأما بر المحسنين فهو مشاهدة الحق فى لباس الملكوت هذا وصف بر اهل الاحوال واما بر الذاكرين فهو رؤية المذكور فى حقائق نفس الايمان واما بر المتفكرين فهو رؤية اثار تجلى الصفات فى لباس الايات واما بر الحكماء فهو خصائص الخطاب بنعت الالهام واما بر الحياء فهو رؤية مشاهدة العظمة والكبرياء واما بر اهل التلوين فهو رؤية عين جميع الافعال بنعت جمال الصفات واما بر اهل التمكين فهو رؤية عين جميع الصفات بلا رسم الافعال واما بر اهل الحقيقة فهو رؤية عين القدم بنعت الفناء ومحق البشرية ومحو رسوم الخيال واما بر اهل السر فهو رؤية كنز علم الازلى بعين الروح فى مدارج المعرفة واما بر العارفين فهو تجلى صرف الوحدانية والسرمدية ورؤية قرب القرب وهذا صفة بر العارفين واما بر اهل القبض فهو رؤية العزة واما بر اهل البسط فهو رؤية جلال الصفات بنعت الحلاوة ببروز نور القربة واما بر اهل السكر فهو ظهور الحق لهم فى لباس حالاتهم بالبغتة واما بر اهل الصحو فهو رؤية الحق بنعت الحسن والجمال واما بر اهل الفناء فهو رؤية القيومية بنعت الفردانية واما بر اهل البقاء فهو رؤية ديمومية الحق جل وعز واما بر اهل الانبساط فهو رؤية بسط الحق لهم فى وجدان مرادهم منه واما بر اهل حقائق التوحيد فهو رؤية انوار الذات والصفات واما بر اهل الوله فهو رؤية انبساط الحق فى انفسهم لذلك هاموا واما بر اهل الاتحاد فهو رؤية كسوة جمال القدم بوصف الصفات على اسرار ارواحهم وتسخير الكون لهم بالحكم لا بالتضرع والدعاء وهذا وصف براهل حقائق التوحيد ذكرت فى هذا الفصل ما اتحف الحق الى اوليائه من انواع المقامات والكرامات براً منه لهم وجزاء عظيم الله اجرهم اذ كافأهم بمشاهدته وقربه وعطف عليهم بما هو اجدر منه من مننه القديمة وعنايته الازلية وقال الاستاذ منهم من ينفق على ملاحظة الجزاء والعوض ومنهم من ينفق على مراقبة دفع البلاء والمحن ومنهم من ينفق اكتفاء بعلمه قال قائلهم @ ويهتز للمعروف فى طلب العلى ليذكر يوماً عند سلمى شمائله @@ وقيل اذا كنت لا تصل الى البر الا بانفاق محبوبك فمتى تصل الى البار وكنت توثر عليه حظوظك وقال جعفر الصادق لن تنالوا خدمتى الا بمعرفتى ولن تنالوا معرفتى الا برضائى ولن تنالوا رضائى الا بمشاهدتى ولن تنالوا مشاهدتى الا بعصمتى ولن تنالوا عصمتى الا بتعظيم ربوبيتى ولن تنالوا تعظيم ربوبيتى الا بالانقطاع عما سواى وقال بعضهم اول البر الهداية ثم المجاهدة ثم المشاهدة معناه لن تنالوا هذه الخصال الا بان تنفقوا مما تحبون قال ابن عطاء لن تصلوا الى القربة وانتم متعلقون بحظوظ انفسكم وقال جعفر الصدق بانفاق المهج يصل العبيد الى بر حبيبه وقرب مولاه قال الله تعالى لن تنالوا البر الاية وقال ابو عثمان لن يصل الى مقامات الخواص من بقى عليه شئ من اداب النفوس ورياضتها وقال الواسطى الوصول الى البر بانفاق بعض المحاب والوصول الى البار بالتجلي من الكونين وما فيهما وقال النصرابادى افردك له باشتقاقه المحاب منك ليكون خالصا فى محبتة لا تلتفت منه الى شئ سواه قال ابن عطا لن تنالوا وصلتى وفى اسراركم موافقة او محبة لسواى وقال النصرابادى قال بعض المفسرين البر اية الجنة وعندى ان البر صفة البار فكأنه قال لن تنالوا قربتى الا بقطع العلائق وقال جعفر الصادق لن تنالوا الحق حتى تنفصلوا عما دونه قال ابن عطا لن تنالوا معرفتى وقربتى حتى تخرجوا من أنفسكم وهمومكم بالكلية وقال العلوى احب الاشياء اليك روحك فاجل حياتك نفقة عليك لكى تنال برى بك وقال ابو بكر الوراق دلهم بهذه الآية على الفتوة وقال لن تنالوا برى بكم الا ببركم اخوانكم والانفاق عليهم من اموالكم وجاهكم وما تحبونه من املاككم فاذا فعلتم ذلك نالكم برى وعطفى وانه اعلم بنياتكم فى انفاكم وبركم ما كان منه لى خالصا قابلته ببرى وهو اعلى وما كان من ذلك للرياء والسمعة فانا اغنى الشركاء عن الشرك كما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الجنيد قال لن تنالوا محبة الله حتى تسخوا بانفسكم فى الله قوله تعالى { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيْلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيْلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } الاشارة فيه ان اهل هذه القصة يجوز لهم ان يتركوا شيئا من الماكولات من جهة المجاهدة لا من جهة التحريم ثم حثهم الله تعالى باعلامهم شان بانبيائه صلوات الله عليهم فى المجاهدات ليقتدوا بهم وايضا فيه اشارة الى ترك اللحوم على الدوام لما فيها ضراوة كضراوة الخمر من جهة المجاهدة لا من جهة التحريم وايضا حرم على نفسه نبى الله يعقوب عليه السلام اشهى طعام فالاخبار عنه تعليم الله تعالى اهل محبته ليتركوا ما احب اليهم من الاطعمة الشهية وما تشتهى انفسهم من زهرة الدنيا ولذتها وايضا فيه اشارة الى اهل الدعوى الباطلة من السالوسين والناموسين ان لا يحرموا ما احل الله لهم من الطيبات ولا يحلوا ما حرم الله عليهم من المنكرات والخبيثات وهؤلاء اهل الاباحة الذين ظهروا فى هذا الزمان استأصلهم الله فى الدنيا والاخرة .