Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 3-3)
Tafsir: Mafātīḥ al-ġayb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } افهم سر تفسير هذه الأية فان الله سبحانه اشار بها الى سر ذاته وصفاته ونعوته واسمائه واظهر باطن غيبه وغيب غيبه وسره وسر سره لتحير ارواح العارفين فى بحار قدمه وبقائه وفناء اسرار الموحدين فى صفاته وذاته وما افاد هذه الاسرار الا التحير عن ادراكه ذكر سره ولم يعرف احد ذلك السر ولا يعرف احد ذلك السر ولا يعرفه احد الى الابد هو ذاكره وهو عالم به لا غير كيف يعرف الاولية من لا اولية له وكيف يعرف الأخرية من لا أخرية له وكيف يعرف بطن سر السر واصل الاصل من لا حقيقة له فى ادراك كنه كنهه اعبر من هذا البحر العميق ولا تقف فانه اغرق الاولين والأخرين فى قطرة من قطراته وهم عطاش من بعد افواهم عن نداوتها اين أنا من الاقبال بنعت الادراك على قدم القدم وابد الابد وبطن العلم واشراق شمس الالوهية وسبحاتها تحرق الابصار واسرارها تحير الافكار أنا والفرار من ضرغام الازل وتبين الابد ما للتراب ورب الارباب سقط الزمان والمكان والاوايل والاواخر والظروف والاماكن والفهوم والعلوم من بوادى انوار اوليته وأخريته وظهور سبحات ظاهريته ولمعات اسرار باطنيته فلم يبق فى اللسان حيث لا يبقى البيان والبرهان ولا العرفان ولا الايقان الايمان بمن والعرفان لمن والايقان فى من وهو ممتنع بغير جباريته عن درك الخواطر وجريان الضمائر سبحانه سبحانه سبحانه قوله هو الاول اظهار الآزال فى الآزال وقوله هو الاخر اظهار الاباد فى الاباد وقوله الظاهر عيانه بذاته فى صفاته وصفاته فى افعاله اذ الافعال فى الصفات والذرات فانية فبقى ظهوره فى نفسه إذ لا شئ دونه وقوله هو الباطن استتار كنهه بكنهه وسره بسره لا يدرك باطنه بعد الاوهام ولا غوص الافهام سبحانه عما اوحى اليه الخليقة بكمالها سبحانه عما اشار اليه البرية بنهايتها من يعرف عقود علل الاشياء حتى يعرف اوليته ومن يعرف عروق الاعصار حتى يعرف أخريته ومن يعرف كينونية الافعال حتى يعرف ظاهريته ومن يعرف اسرار بطون الارواح والنفوس حتى يعرف باطنيته لو يعرف المخلوق حقيقة مائية وجوده بنعت احاطة علمه عليها يعرف اصل كل اصل وعلة كل علة إذ لا يعرفها الا من يوجدها الا هو الذى نعته الاول والاخر والظاهر والباطن لا يظن فى اوليته عد الأدهار ولا تظن فى اخريته حصر الاعصار ولا تظن فى ظاهريته بوادى الأيات ولا تظن فى باطنيته اسرار الخفيات فان هذه الصفات منفية عن كمال الوهية الاولية فى الاذهان تاخرها الى قدم الزمان ولا زمان فى الازل والأخرية فى الافهام استباقها الى دوام الاعصار ولا اعصار فى الابد والظاهرية فى العقول الظهور فى الاماكن ولا مكان عند ظهوره والباطنية فى الخيال طوية الخفيات وهو منزه عن ان يكون محل جريان العلل اذ لا علة فى وجوده اعبر من هذه الظلمات فانه تعالى منزه عن القياس والوساوس اوله أخره وأخره اوله وظاهره باطنه وباطنه ظاهره فاذا اخرجت يا نفس من رقومات المكونات وصور الايات ورسم الافعاليات ونسيت العدم والوجود وسقط عنك الرسم والاسم والوسم فنيت عنك وبقيت بالحق يرى الله بالله ولا تبقى عندك هذه الرسومات ويثبت لك الخفيات الاول للارواح بسبق العنايات والأخر للقلوب بحسن الرعايات والظاهر بنعت الكشف للاسرار والباطن ببيان علم المجهول وانكشاف حقيقة حكم الربانية للعقول القدسية اى تفضل اعظم من هذا التفضل من الحق سبحانه للعارفين اذ تجردت نعوته واسماؤه وصفاته وذاته لهم وهذا من كمال حبه لحبهم وإرادته لمعرفتهم لذلك اظهر كنز الربوبية والالوهية لهم بقوله كنت كنزاً مخفيا فأجببت ان اعرف يا صاحبى كدت انقل احجار قاف الكبرياء بنيانى او اغرف مياه قاموس الازل والبقاء فلما وصلتها رايتها ممنوعة من ادراك الفهوم ووصل العلوم ورجعت وما قلت الا قول حبيبه عليه الصلاة والسلام فى هذه الاية " لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك " قال الجنيد نفى العدم عن كل اول باوليته ونفى البقاء عن كل أخر بأخريته واضطر الخلق الى الاقرار بربوبيته بظاهريته وحجب الافهام عن ادراك كنهه وكيفيته بباطنيته قال الواسطى لم يدع للخلق نفسا بعد ما اخبر عن نفسه الاول والأخر والظاهر والباطن وقال ايضا من كان حظه من اسمه الاول كان شغله بما سبق ومن لاحظ اسمه الأخر كان مرتبطاً بما يستقبله ومن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ومن كان حظه من اسمه الباطن لاحظ ما جرى فى السرائر من انواره وقال ايضا حظوظ الانبياء مع تباينها من اربعة اسام وقيام كل فريق منهم باسم منها فمن جمعها كلها فهو اوسطهم ومن فنى عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام وهى قوله هو الاول والأخر والظاهر والباطن وقال ايضا من البسه الاولية فالتجي له فى الأخرية محال لانه لا يتجلى الا لمن فقده او كان بعيدا عنه فقربه وقال الحسين هداهم باسمه الاول الى الغيب المحيط وعرفهم باسمه الاخر الشان القائم الدايم وبصرهم باسمه الظاهر النور العزيز المبين واوزعهم باسمه الباطن الحق والشهادة وقال ايضا هو الاول الذي لا يخرجه الاولية ولا الأخرية ولا الظاهرية ولا الباطنية الى نعوت الحلول والافتراق وكيف يسعه أو يدركه شئ من خلقه وهو المحيط بالازل والازال والابد والاباد من جميع الوجوه واليه الغاية والمنتهى ازلى العلم ازلى القدرة أزلي الشان ازلي المشية ازلى النور ازلى الرحمة البادى لكل علم ومعلوم وشاهد ومشهود وجل وتعالى وقال الجنيد بفى القدم عن كل أول باوليته ونفى الفناء على الكل الامر باخريته واضطر الخلق الى الاقرار بربويته بظاهريته وحجب الافهام عن ادراك كنهه وكيفيته بباطنية قال النورى الاولية هى الآخرية والآخرية هى الاولية والظاهرية هى الباطنية والباطنية هى الظاهرية كما ان الازلية هى الابدية والابدية هى الازلية ليس بينهما حاجز لانه يفقدك ويشهدك وفناء التجديد الملذة ورؤية العبودية وقال الاستاذ الاول لا بزمان والأخر لا باوان والظاهر لا باقتران والباطن لا باحتجاب وقيل الاول بالتعريف والأخر بالتكليف والظاهر بالتشريف والباطن بالتخفيف .