Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 22-29)

Tafsir: Mafātīḥ al-ġayb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } خادعهما حين اخبر لهما ان فى شجرة اسرار الربوبية فدلهما الى غرور الاطلاع على اسرار القدم لكيونا اقرب من المقربين الذين هم سفر الملكوت وخزان خزائن الجبروت وغرور ذلك اوقعهما فى بلاء اسفار القدم والبقاء التى تاتى لهما لكل لحظة ببلايا لا يقوم بها السمٰوات وهكذا شان العشاق من شوقهم الى وجه معشوقهم يسمعون حديث كل بر وفاجر لعلهم يصلون الى شئ من قريب حبيبهم @ اطيع لأل ليلى فى هواها واحتمل الاصاغر والكبارا @@ قيل غرهما بالله ولولا ذاك ما اغتر قوله تعالى { فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } ذكرت سر بدو السؤة وههنا لطيفة اشار تعالى الى ان تلك السؤة التى هى اسرار القدم لم تبد لغيرهما بدت لهما خاصة من جميع الكروبين والروحانيين والحمد لله الذى عصم سواتهما عن نظر الاغيار لانهما محلا الكرامة والامانة والرسالة والنبوة الولاية جردهما الحق عن الجنة وما فيها لكونهما فى تجريد التوحيد وافراد القدم عن الحدوث فاين الجنة فى طريق العارفين الى الله افردهما عن الجنة لعظمها فى المعرفة ولقدسهما عن حظوظ البشرية لانه حظ البشرية فى المشاهدة فلما ذاقا بخروج جميع الاشباح والارواح منها وسئل الواسطى ما بال الانبياء العقوبة اليهم اسرع ان ابليس وآدم فى مخالفة واحدة قيل بدت لهما سواتهما قال سوء الادب فى القرب ليس كسوء الادب فى البعد قيل يطالب الانبياء بمثاقيل الذر ولا يطالب العامة بذلك لبعدهم من مصادر السر وقال بعضهم بدت لهما سوأتهما ولم تبد لغيرهما هتك عنهما سر العصمة ولم يبد ذلك لغيرهما قال الواسطى سلبه ما البسه وكساه كسوة الذل حتى عرفه رذال قدرة فانيته نفسه عن نفسه بنفسه فايقن انه لا ينال شيئا من ربه الا بربه وانطقع به اليه معيبا عن حضوره وماخوذا بحظه عن حظ غيره فلما بلغا الى رأس كنوز علم الغيب وصارا متحيرين فى مهمة الامتحان من رؤية النكرات لاطفهما الحق بمناداته وخطابه وعتابه ليجرهما من فقار الديمومية الى ممهد طريق الشريعة { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال ابو سليمان الدارانى وسوس لهما الشيطان لارادة الشر بهما فكان ذلك سببا لعلو آدم وبلوغه الى اعلى الرتب وذاك ان آدم ما عمل عملا قط اتم له من الخطيئة التى هى ادبته واقامته مقام الحقائق واسقط عنه ما لعله خامر سره من سجود الملائكة له ورده الى بركة الاولى من التخصيص فى الخلقة باليد حتى رجع الى ربه بقوله ظلمنا انفسنا بقوله { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ } النداء نداء الماب والقول قول العقاب ذكر لهما تلك الشجرة المنهية لموقعها فى شوق تلك الاسرار لانهما فى البعد من تلك المزار قال القرشى قيل لآدم ادخل الجنة ولا تاكل من الشجرة فلما اكلا نادهما ربهم والقول على معنى القرب والنداء على حد البعد فلما اعلمنا انهما اخطاءا حين باشرا الشجرة من جهد شهوة العشق والحق هناك رؤية ما ظهر فى الشجرة من حسن تلجى الحق وليس استيفاء حظ البشرية بمباشرة الشجرة من حق المقام اضافا الظلم الى انفسهما بقولهما { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } الظلم هٰهنا الجهل بحقائق المقام وطلب حظ النفس فى مقام مشاهدة الحق اقرا بالجهل وكانا فى ذلك الوقت فى مقام التلوين ولو كانا فى محل تجريد التوحيد لم يذكر النفس ولم يلوما انفهسما لان رؤية النفس وقدرتها فى شىء فى مقام التوحيد شرك الا ترى الى قول لاستاذ حين قال من لام نفسه فقد اشرك قال الحسين الظلم هو الاشتغال بغيره عنه وقال ابن عطا ظلمنا انفسنا باشتغالنا بالجنة وطيبها عنك قال الشبلى ذنوب الانبياء تؤديهم الى الكرامات والرتب كما أن ذنب آدم ادى الى الاجتباء والاصطفاء وذنوب الاولياء تؤديهم الى الكفارة وذنوب العامة تؤديهم الى الاهانة قال الواسطى لم تكن له فى حال طيته خواطر غير الحق فلما احضره فى حضوره غاب عن حضوره فقال ربنا ظلمنا انفسنا ما ورد عليه من ربه عن غيره وهل لا قطعة باتصاله فى اتصاله عن اتصاله وهل لا عينه ما عليه فى نفسه عن نفسه فزاد الله حرقته وهيجانه حين اردف شوقه داء الفراق من مقام الميثاق ليستوعب حقائق البلاء فى سفر العشق بقوله سبحانه اهبطوا ارسله من مقام البهجة الى عالم المحنة اهل العداوة ومقاساة الفرقة بعد ذوق الوصلة لان فى مقام العشق والوصال والفراق تؤمان كان فى عيش الوصال مع الحبيب صافى الحال بلا كدورة الجفاء ولا رحمة الفراق ففتح عساكر الامتحان عليه ايدى الفرقة من ممكن الغيرة وكدرت له مشرب الوصال فى ايام الصفاء كقول القائل @ وكان لى مشرب يصفو برويتكم فكدرته يدم الايام حين صفا @@ وانشد بعض المتاخرين @ فبتنا على أثم الحسود وبيننا شراب كريح المسك يثيب بالخمر فوسدتها كفى وبت يحيفها وقلت لليلى طُلْ فقد رقد البدر فلما أضاء الصبح فرق بيننا واى نعيم لا يكدره الدهر @@ وقيل : ساعات الوصول قصيرة وايام الفراق طويلة يا اخى لم يكن آدم وحواء في قيد الجنة انما طمعا فى الخلد ببقائهما مع الحبيب ابدا لكن صال عليهما عسكر غيرة القدم واخرجهما من ساحة الكبرياء حتى لا يكون مع الله غير الله اصابتهما عن غيرة الازل فىمعناه قال الشاعر @ ان يكن عين اصابتك فلا زالت العين تصيب الحسنا @@ لم يهبطا من الدرجات الكرامات وان اخرجا من بقاع الجنات قيل لم يخرج آدم عن رتبة الفضيلة وان اخرج عن دار الكرامة فلذلك قال ثم اجتباه ربه ولما حجبهما عن مقام الوصال وادخلهما دار الفراق اخبرهما انهما يحيان فى الارض بروح المعرفة ورزق المشاهدة ويموتان فى حجر الشفقة عن صولة الحال والمكاشفة فيخرجان منهما بنعت التوحيد والمبحة بقوله { فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } فيها تحيون بالله وتموتون فى الله ويخرجون بنعت الله قال بعضهم فيما تحيون بالمعرفة وفيها تموتون بالجهل ومنها تخرجون مما انتم فيه من التقدير والتدبير الى سوابق القدر عليكم وجرى الاحكام فيكم ولما اعزى آدم وحواء من لباس الجنة غوص نبوه بذلك البسه شتى من حضرته الكريمة بقوله { يَابَنِيۤ آدم قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً } لكل طائفة لباس للعارفين لباس المعرفة وللمحبين لباس المحبة وللمشتاقين لباس الشوق وللموحدين لباس التوحيد وللزاهدين لباس الزهد وللمتقين لباس التقوى وللاولياء لباس الولية وللانبياء لباس النبوة وللمرسلين لباس الرسالة ولكل واحد منها ظاهر وباطن زينة الباطن لنظر الحق وزينة الظاهر لموقع الشريعة وتلك الزنية ما قال تعالى وريشا وتلك الزنية انوار القرب مرخص بها ضاربين الخلق مهينا وقوله تعالى { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ } لان كل لباس فيه حظ العباد وليس فى لباس التقوى حظ النفس وهذه الملابس هى كسرة العموم ولباس الله لمن فنى فى الله واتصف بصفات الله فكل لباس يفنى فى لباس الله من حرج بلباس الله صار قبله الله للعالمين من نظر اليه يرى الله ولهذا اشار عليه السلام الى مقام اتصافه بصفات الله واكتسائه بكسوة انوار الله بقوله " من رانى فقد راى الحق " وقوله تعالى يوارى سوأتكم اى كلكم عريان من انوار القدم بادى سوءة الحدث فينبغى تشتروا بلباس القدم سوءة الحدث وبلباس العلم سوءة الجهل وبلباس الربوبية سوءة العبودية قال الواسطى السوءة الجهل وازين الزنية ان تزين العبد بالتقوى ولباس التقوى وقاية لا يخرقها كيد حاسد والتقوى لباس القلب علامتها الورع والتقوى الادب مع الله وهو ان لا يرى مع الله غير الله فانظر اى القميص لبس قميص الصدق او قميص الفسق او قميص النسك وقال النصر ابادى اللباس كلها ملك الحق ولباس التقوى لباس الحق قال الله تعالى ولباس التقوى ذلك خير واللباس الذى يوراي السوءة لباس الكرامة ولباس التقوى لباس الايما وهو اشرف وقال بعضهم لباس الهداية للعوام ولباس التقوى للخواص ولباس الهيبة للعارفين ولباس الزينة الاهل الدنيا ولباس اللقاء والمشاهدة للاولياء ولباس الحضرة للانبياء وقال الاستاذ للقلب لباس التقوى وهو صدق القصد بنفى الطمع وللروح لباس امن التقديس وهو ترك العلائق وحذف العوائق وللسر لباس من التقوى وهو نفى المساكنات والتصاول من الملاحظات ثم ان الله سبحانه حذر بنى آدم بما حذر آدم من متابعة الشهوات وطلب المالوفات بقوله { يَابَنِيۤ آدم لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ } اى بطول الامل والطمع فى البلوغ اى كبر السن ورغد العيش فى المال والجاه كما طمع آدم فى الخلد والاقامة فى الجنة لانها يخرج العبد من مقام القدس والانس الى عالم الكدورة والوحشة كما كان حال آدم وان هذه الاشياء ينزع كسوة الانوار عن سره وتصيره عريانا من لباس التقوى الذى ذكره الله هٰهنا ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما اذا كان العبد متابعا لهوى نفسه وهوى شيطانه لشهوته وطلب حظه ينزع عنه لباس صفاء العبادة ويجرد من نور الحضرة ويبدو له علل الانسانية بنعت غلبتها عليه فانها طوارق ليلة الهجران فيرى فيها تلك السوءة اضاف نزع لباسهما واخراجهما من الجنة الى العدو وفى الحقيقة هو واسطة القهر اذا يرى بوادى طوارق القهر فى ليالى امتحان العبد يتبعها بوسوسة والقاء مزخرفاته اليه والا فانى له القدرة على اغواء العباد وليس اليه الضلال و فى كل موضع يرى انوار العناية ونيران المحبة نجساً من هناك خوفاً من احتراقه فى تلك النيران والانوار سئل بعضهم ما الذى قطع الخلق عن الحق بعد إذ عرفوه فقال الذى اخرج اياهم من الجنة اتباع النفس والهوى والشيطان قال ابن عطا خروج آدم من الجنة وكثرة بكائه وافتقاره وخروج الانبياء من صلبه خير له من الجنة والتنعم والتلذذ بنعيمها وقيل فى قوله ينزع عنهما لباسهما هو انوار القرب ولمعان العزة قال ابو سعيد الحراز هو النور الذى شملهما فى القرب قال النصرابادى احسن اللبسة ما البس الصفى فى الحضرة فلما بدت منه المخالفة نزع عنه لذلك قال بعض السلف من تهاون سر الله عليه انطقه الله بعيوب نفسه قال الاستاد من اطغى الى وسواس نفسه باسماع الهوى وحد الشكلية بين وساوس الشيطان وهواجس النفس فيتناصر الوسواس والهواجس وتصير خواطر القلب وزواجر العلم معمورة مقهورة فعن قريب يشتمل تلك الوساوس والهواجس صاحبها وتنخرط من سلك موافقة الهوى فيسقط من مهواه الزلة فاذا لم يحصل تدارك يوشك التوبة صارت الحالة قسوة القلب اذا قسى فارقته الحياة وتم له البلاء وزاد تعالى تحذيره من الشيطان وبين انه يسترق من حيث لا يراه الانسان بعقيب الآية بقوله { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } اراد ان الشياطين ينظرون الى العبد من حيث يأتى عليه مقادير المشية بنعت الامتحان فاذا يرون قضاء عليه يتبعونه بقصد الاغواء والعبد لا يرى ذلك ما دام وراء حجب شهواته ولا يرى الشياطين ما دام فى ظلمات طبعة فيفعل به ما كان من صنيعهم فاذا خرج من ظلمة النفس والهوى الى ساحة الحضرة وينظر الى سماء الغيب ويلتجىء الى قرب مولاه من شر نفسه وشياطينه يبصره الله الشياطين مكائدهم فيلقى اليهم من قارورة الاستعاذة ميزان المحنة فيحرقهم جميعا بتائيد الله قال تعلى فى ذلك من نيرات كتابه آيتين واضحتين الاولى وصف رؤيتهم مواقع حيلهم واشكالهم قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } والاخرى قوله لا يسمعون الى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحوراً ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب قال ذو النون المصرى ان كان هو يراك من حيث لا يراه فان الله يراه من حيث لا يرى الله فاستعن بالله عليه فان كيد الشياطين كان ضعيفا وبكرمه وفضله صرف الشياطين عن اوليائه وجعلهم احباء اعدائه وحث الاولياء بعداوتهم جميعا بقوله { إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } اضاف الكل الى نفسه جعل الفة الاولياء فى قلوب المؤمنين وجعل الفة الفساق فى قلوب المفسدين فلا يضر عداوتهم اولياءه لانهم فى عين رعاية الازل من شرهم قال ابن عطاء انا جعلنا الشياطين وانهم اتخذوا الشياطين فالحقيقة منها ما اضاف الى نفسه والمعارف ما اضاف اليهم كذلك خطابه فى جميع القرآن ولما انصرف القوم عن طريق العدل والاحسان ومتابعة الحق فى طلب الغفران وتابعوا سلاك الضلال امر الله صفيه عليه السلام ان يظهر لهم ما يليق بحضرته تعالى من العدل والاخلاص والتوحيد والتوجه من كل شئ دونه بقوله { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } القسط استواء السر بنعت التجريد والتقديس عن الحدث فى روية القدم بحيث لا يكون فى البين من حظ النفس شىء لان هناك حظ النفس وجدان حلاوة برد المشاهدة وحظ الله هناك احتراق النفس فى نيران التوحيد حين ابرز الحق للسر انوار عزة الازل فيستويه بنعت الاستقامة على وصف صفات الازلية الا ترى كيف فتح ابواب الاجلال فى كشف الجلال الاهل شهود الغيب ودعاهم اليها بنعت الانقطاع عن الالتفات الى الحدثان بقوله { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } اى حيث يبرز لكم انوار القدرة وسنا المشاهدة ضعوا وجوهكم على تراب فناء العزة على وصف رفع الاغيار من ساحة الانوار عند التضرع والدعاء فان الدعاء شوق القلب الى لقاء الرب بحيث لا يرى فى البين غير الرب باشارته { وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } صافين عن كدورة الحدث والنظر الى الغير فاذا تم هذه الصفات تم حقائق العبودية التى سماها الله الدين اى مثل هذه الطريقة له قال الجنيد فى هذه الآية امر بحفظ السر وعلو الهمة وان يرضى بالله عوضا مما سواه وقال رويم اخلاص الدعاء ان ترفع رؤيتك عن افعالك وقال حارث المحاسبى اخلاص الدعاء اخراج الخلق من معاملة الله وقال ابو عثمان الاخلاص لسان رؤية الخلق لدوام النظر الى الخالق وقال بعضهم الاخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها وقال الاستاد فى قوله واقيموا وجوهكم عند كل مسجد الاشارة منه الى استدامه شهوده فى كل حالة وان ينساه لحظة فى كل ما ياتيه وندره ويقدمه ويوخره ولما امر الكل بالعبودية الخاصة وخاطبهم بالوسائط بعد خروجهم من كتم العدم الى ساحة الوجود على سمات القضاء والقدرة والشقاوة والسعاة والهداية والضلالة فاحالهم الى سابق المشية اى ليس كل من اقبل الى العبودية فهو من اهل الوصال وليس كل من فر من مقام العبودية واماته النفس فى الطاعة الى كدورة حظوظ البشرية فهو من اهل الفراق فان الطاعة والمعصية حاضان فى البين ومن كانت فطرته فطرة المقبولين يكون مقبولاً باى صفة كان ومن كانت فطرته فطرت المطرودين يكون من المطرودين باى صفة كان بقوله { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } .