Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-1)

Tafsir: Mafātīḥ al-ġayb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان عليه الصلاة والسلام شاهدا فى الحضور غائبا عن الرسوم تحول حول الحقائق وتكتم اسرار المعرفة لا يتحدث بحديث العشق ولا يرمز بلطائف الحب كان مستغرقا فى القرب كانه جعل نفسه فى جانب عن الاجانب فى حواس عن تلك القصة معرضا مراقبا عاشقا كأنه كان لم يكن له خبر وهو كان فى محل العيان لكن لم يكن فى البيان اقبل بالسر نحو المراد وان لم يكن هناك فى المراد قرع الحق باب قلبه لانه هو المريد والحبيب هو المراد الاحد طالب واحمد المطلوب لا جرم الطلب من ندا إذا اوحى اليه قبل طلبه فقال اقرأ كانه كان قاريا اذ شاهد الحق بالحق فى الازل ولكن كان غائبا عن المحضر الأعلى لشهوده مشاهدة الادنى فقال ما انا بقارئ يعنى انا لا أقرأ غير الثناء عليه قال اقرأ باسم ربك الذى خلق أخذه بالاسم وكشف على ظاهر المعرفة ثم بان المسمى له بقوله ربك ثم غيبه فى الغيب وحيره فى الهوية بتحقيق الاشارة بقوله الذى فلما غاب فى الغيب اخذ يده من استغراقه فى بحر الازل واحضره ساحة انوار الصفات فى مشاهدة الافعال بقوله الذى خلق هكذا فعل بالمرادين وجعل الطالبين حيرانا فى طلبه الا يرى شان موسى عليه السلام كيف اقبل عليه فى طلبه فناجاه بعد اربعين يوما لانه كان مريدا والمصطفى صلى الله عليه وسلم كان مراداً لذلك ناجاه بالبديهة إظهاراً لحبه البالغ واصطفائيته الكاملة الخليل قال انى ذاهب الى ربى والكليم قال وعجلت اليك رب لترضى وحيث ظهر كمال المحبة قال سبحان الذى اسرى قال بعضهم اهل الارادة فى الطلب والمرادون مطلوبون الا ترى ان ابراهيم كان طالبا بقول هذا ربى ولئن لم يهدنى ربى وانى ذاهب الى ربى سيهدين والمراد مطلوب وذلك صفة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه الا ترى انه لما قيل له اقرأ باسم ربك استقبله الامر من غير طلب .