Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-5)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ القارعة } الداهية التي تقرع الناس وتهلكهم وهي إما القيامة الكبرى أو الصغرى ، فإن كانت الكبرى فمعناها الحالة التي تفني المقروع من تجلي الذات الأحدية وإفناء البشرية بالكلية وهي حالة لا يعرف كنهها ولا يقدر قدرها ، تقرعهم . { يوم يكون الناس كالفراش } أي : يكونون في ذلك الشهود في الذلة وتفرّق الوجهة كالفراش المنتثر وأحقر وأذلّ لأنه لا قدر ولا وقع لهم في عين الموحد كقوله : لن يكمل إيمان المرء حتى يكون الناس عنده كالأباعر أو كالفراش { المبثوث } إذا احترق وانبثّ بالنار لنظره إليهم بعين الفناء . { وتكون الجبال } أي : الأكوان ومراتب الوجود على اختلاف أصنافها وأنواعها { كالعهن المنفوش } لصيرورتها هباء منبثّاً وانتقاعها وتلاشيها بالتجلي وإن كان المراد بالناس المقروعين من أهل الكبرى فمعناها : كالفراش المبثوث المتحرق بنور التجلي المتلاشي لا غير ، وتكون الجبال أي : ذواتهم وصفاتهم مع اختلاف مراتبها وألوانها { كالعهن المنفوش } في التلاشي ، إلا أن قوله : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } لا يساعده لانتفاء التفصيل هناك . واعلم أن ميزان الحق بخلاف ميزان الخلق ، إذ صعود الموزونات وارتفاعها فيه هو الثقل وهبوطها وانحطاطها هو الخفّة لأن ميزانه تعالى هو العدل والموزونات الثقيلة أي : المعتبرة الراجحة عند الله التي لها قدر ووزن عنده هي الباقيات الصالحات ولا ثقل أرجح من البقاء الأبديّ ، والخفيفة التي لا وزن لها ولا قدر ولا اعتبار عند الله هي الفانيات الفاسدات من اللذات الحسية والشهوات . ولا خفّة أخفّ من الفناء الصرف .