Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل يا أيها الكافرون } الذين ستروا نور استعدادهم الأصلي بظلمة صفات النفوس وآثار الطبيعة ، فحجبوا عن الحق بالغير { لا أعبد } أبداً وأنا شاهد للحق بالشهود الذاتي { ما تعبدون } من الآلهة المجعولة بهواكم ، المصوّرة بخيالكم والممثلة المعينة بعقولكم لمكان حجابكم . { ولا أنتم عابدون } أبداً وأنتم أنتم أي : على حالكم وما أنتم عليه من احتجابكم { ما أعبد } لامتناع معرفة الحق من الذين طبع على قلوبهم بالرين { ولا أنا } قط { عابد } في الزمان الماضي قبل الكمال والوصول التام بحسب الاستعداد الأول والفطرة الأولى أي : الذات المجرّدة وحدها { ما عبدتم } فيه بحسب استعداداتكم الأوّلية قبل الاحتجاب والرين لكمال استعدادي في الأزل وتوجهه إلى الحق في الفطرة ونقصان استعداداتكم أزلاً { ولا أنتم عابدون } بحسب ذلك الاستعداد { ما أعبد } أي : ولا يمكنكم عبادة معبودي بحسب الفطرة لنقصها الذاتي ، والحاصل إن عبادتي معبودكم وعبادتكم معبودي على الحال التي نحن فيها من الاستعداد الثاني الذي هو كمالي واحتجابكم كلاهما محال في الحال والاستقبال ، وكذا قبل هذا الاستعداد حال الاستعداد الأولي أيضاً بحسب الذوات والأعيان أنفسها كان غير ممكن في الأزل لوفور استعدادي وقصور استعداداتكم ، ومعناه : سلب الإمكان الاستقبالي والوصفي والذاتي والأزلي ليفيد ضرورة السلب الأزلية . { لكم دينكم } من عبادة معبوداتكم { ولي دين } من عبادة معبودي أي : لما لم يكن الوفاق بيننا تركتكم ودينكم فاتركوني وديني ، والله أعلم .