Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 23-32)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ جنّات عدنٍ } أي : ثلاثتها ، يدخلون جنة الذات مع من صلح من آباء الأرواح ، وجنّة الصفات بالقلوب ، وجنّة الأفعال بمن صلح من أزواج النفوس وذريّات القوى { والملائكة } من أهل الجبروت والملكوت { يدخلون عليهم من كل باب } من أبواب الصفات مسلمين محيين إياهم بتحايا الإشراقات النورية والإمدادات القدسية كل ذلك بسبب صبرهم على اللذات الحسيّة { قل إنّ الله يضلّ من يشاء } أي : ليس الهداية والضلال بالآيات فإن في كل شيء آية ، وكفى بالآيات المنزلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هما بالمشيئة الإلهية ، { يضلّ من يشاء } لعدم الاستعداد أو لحجبهم بالغواشي الظلمانية { ويهدي إليه من أناب } بتصفية الاستعداد من المحبين . وكما أن أهل الضلال فريقان : عديم الاستعداد وحاجبه بظلمة البشرية ، فكذلك أهل الهداية قسمان : محبوبون يهتدون بغير الإنابة لقوة الاستعداد ومحبّون يهديهم الله بعد الإنابة ، كما قال تعالى : { يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } [ الشورى ، الآية : 13 ] . { الذين آمنوا } أي : المنيبون الذين آمنوا الإيمان العلميّ بالغيب { وتَطْمئنّ قلوبهم بذِكرِ الله } ذكر النفس باللسان والتفكّر في النِعم ، أو ذكر القلب بالتفكّر في الملكوت ومطالعة صفات الجمال والجلال ، فإن للذكر مراتب ذكر النفس باللسان والتفكر في النِعَم ، وذكر القلب بمطالعة الصفات ، وذكر السرّ بالمناجاة ، وذكر الروح بالمشاهدة ، وذكر الخفاء بالمناغاة في المعاشقة ، وذكر الله بالفناء فيه . والنفس تضطرب بظهور صفاتها وأحاديثها وتطيش فيتلوّن القلب بسببها ويتغيّر بأحاديثها ، فإذا ذكر الله استقرت النفس وانتفت الوساوس كما قال عليه الصلاة والسلام : " إنّ الشيطان يضع خرطومه على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس فاطمأن القلب " وكذا ذكر القلب بالتفكر في الملكوت ومطالعة أنوار الجبروت ، وأما سائر الآذكار فلا تكون إلا بعد الاطمئنان . والعمل الصالح ههنا : التزكية والتحلية و { طوبى لهم } بالوصول إلى الفطرة وكمال الصفات { وحسن مآب } بالدخول في جنة القلب ، جنّة الصفات .