Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 45-86)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنّ المتّقينَ } الذين تزكوا عن الغواشي الطبيعية وتجرّدوا عن الصفات البشرية { في جنّات } من روضات عالم القدس { وعُيُون } من ماء حياة العلم مقولاً لهم { ادخلوها } بسلامة من الهيئات الجسدانية وأمراض القلوب المانعة عن الوصول إلى ذلك المقام { آمنين } من آفات عالم التضادّ وعوارض الكون و الفساد ، وتغيرات أحوال الأزمنة والموادّ . { ونزعنا ما في صدورهم من غلّ } أي : حقد راسخ وكل هيئة متصاعدة من النفس إلى وجه القلب الذي يليها بفيض النور واستيلاء قوة الروح وتأييد القدس ، وهم الذين غلبت أنوارهم على ظلماتهم من أهل العلم واليقين فاضمحلت وزالت عنهم الهيئات النفسانية الغاسقة وآثار العداوة اللازمة لهبوط النفس والميل إلى عالم التضادّ ، وأشرقت فيهم قوّة المحبة الفطرية بتعاكس أشعة القدس وأنوار التوحيد واليقين من بعضهم إلى بعض ، فصاروا إخواناً بحكم العقد الإيمانيّ والتناسب الروحاني . { على سررٍ } مراتب عالية { مُتَقَابلين } لتساوي درجاتهم وتقارب مراتبهم وكونهم غير محتجبين . { لا يمسّهم فيها نصب } لامتناع أسباب المنافاة والتضادّ هناك { وما هم منها بِمُخْرجين } لسرمدية مقامهم وتنزّهه عن الزمان وتغيراته . وأما كيفية نزول الملائكة على النبيين وتجسد الأرواح العالية للمتجرّدين المنسلخين عن الهيئات البدنية المتقدّسين ، فقد مرّت الإشارة إليها في سورة ( هود ) .