Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سبحان الذي أسرى } أي : أنزهه عن اللواحق المادية والنقائص التشبيهية بلسان حال التجرّد والكمال في مقام العبودية الذي لا تصرف فيه أصلاً { ليلاً } أي : في ظلمة الغواشي البدنية والتعلقات الطبيعية لأنّ العروج والترقي لا يكون إلا بواسطة البدن { من المسجد الحرام } أي : من مقام القلب المحرّم عن أن يطوف به مشرك القوى البدنية ويرتكب فيه فواحشها وخطاياها ويحجّه غوى القوى الحيوانية من البهيمية والسبعية المنكشفة سوأتا إفراطها وتفريطها لعروها عن لباس الفضيلة { إلى المسجد الأقصى } الذي هو مقام الروح الأبعد من العالم الجسماني بشهود تجليات الذات وسبحات الوجه ، وتذكر ما ذكرنا أن تصحيح كل مقام لا يكون إلا بعد الترقي إلى ما فوقه لتفهم من قوله . { لنريه من آياتنا } مشاهدة الصفات ، فإن مطالعة تجليات الصفات وإن كانت في مقام القلب لكن الذات الموصوفة بتلك الصفات لا تشاهد على الكمال بصفة الجلال والجمال إلا عند الترقي إلى مقام الروح ، أي : لنريه آيات صفاتنا من جهة أنها منسوبة إلينا ونحن المشاهدون بها ، البارزون بصورها { إنه هو السميع } لمناجاته في مقام السر لطلب الفناء { البصير } بقوة استعداده وتوجهه إلى محل الشهود وانجذابه إليه بقوة المحبة وكمال الشوق .