Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 9-12)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } أي : يبين أحوال الفرق الثلاث من السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال يهدي إلى طريقة التوحيد التي هي أقوم الطرق للسابقين { ويبشّر المؤمنين } من أصحاب اليمين الذين آمنوا تقليداً جازماً أو تحقيقاً علمياً وداوموا على أعمال التزكية والتحلية الصالحة لأن يتوصل بها إلى الكمال { أن لهم أجراً كبيراً } من نعيم جنات الأفعال والصفات في عوالم الملك والملكوت والجبروت . { وأنّ الذين لا يؤمنون } من أصحاب الشمال { بالآخرة } لكونهم بدنيين محجوبين عن عالم النور ، محبوسين في ظلمات الطبيعة { أعتدنا لهم عذاباً أليماً } في قعر سجين الطبيعة ، مقيدين بسلاسل محبة السفليات وأغلال التعلقات ونيران الحرمان عن اللذات والشهوات ، والتعذب بالعقارب والحيّات من غواسق الهيئات . { وجعلنا } ليل الكون وظلمة البدن ونهار الإبداع ونور الروح يتوصل بهما وبمعرفتهما إلى معرفة الذات والصفات { فمحونا آية الليل } بالفساد والفناء { وجعلنا آية النهار } بينة باقية أبداً ، منيرة بكمالها ، تبصر بنورها الحقائق { لتبتغوا فضلاً من ربّكم } أي : كمالكم الذي تستعدّونه { ولتعلموا عدد } المراتب والمقامات أي : لتحصوها من أول حال بدايتكم إلى كبر نهايتكم بالترقي فيها وحساب أعمالكم وأخلاقكم وأحوالكم ، فلا تجدوا شيئاً من سيئات أعمالكم إلا وتكفرونه بحسنة مما يقابله من جنسه ولا رذيلة من أخلاقكم إلا وتكفرونها بضدها من الفضيلة ، ولا ذنباً من ذنوب أحوالكم إلا وتكفرونه بالإنابة إلى جناب الحق { وكل شيء } من العلوم والحكم { فصلناه } بنور عقولكم عند الكمال ونزول العقل الفرقاني { تفصيلاً } أي : علماً تفصيلياً مستحضراً لا إجمالياً مغفولاً عنه كما في العقل القرآني عند البداية .