Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 82-87)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة } أي : العاقلتين النظرية والعملية المنقطعتين عن أبيهما الذي هو روح القدس لاحتجابهما عنه بالغواشي البدنية أو القلب الذي مات أو قتل قبل الكمال باستيلاء النفس في مدينة البدن { وكان تحته كنز لهما } أي : كنز المعرفة التي لا تحصل إلا بهما في مقام القلب لإمكان اجتماع جميع الكليات والجزئيات فيه بالفعل وقت الكمال وهو حال بلوغ الأشد واستخراج ذلك الكنز . وقال بعض أهل الظاهر من المفسرين : كان الكنز صحفاً فيها علم { وكان أبوهما } على كلا التأويلين { صالحاً } وقيل : كان أباً أعلى لهما حفظهما الله له ، فعلى هذا لا يكون إلا روح القدس . قصة ذي القرنين مشهورة وكان رومياً قريب العهد والتطبيق ، إن ذا القرنين في هذا الوجود هو القلب الذي ملك قرنيه ، أي : خافقيه شرقها وغربها { إنّا مكنّا له } في أرض البدن بالإقدار والتمكين على جمع الأموال من المعاني الكلية والجزئية والسير إلى أيّ قطر شاء من المشرق والمغرب . { وآتيناه من كل شيء } أراده من الكمالات { سبباً } أي : طريقاً يتوصل به إليه { فأتبع } طريقاً بالتعلق البدني والتوجه إلى العالم السفلي . { حتى إذا بلغ مغرب الشمس } أي : مكان غروب شمس الروح { وجدها تغرب في عين حمئة } أي : مختلطة بالحمأة ، وهي المادة البدنية الممتزجة من الأجسام الغاسقة كقوله : { مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } [ الإنسان ، الآية : 2 ] . { ووجد عندها قوماً } هم القوى النفسانية البدنية والروحانية { قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تُعذب } بالرياضة والقهر والإماتة { وإما أن تتخذ فيهم حسناً } بالتعديل وإيفاء الحظ . { قال أمّا من ظلم } بالإفراط وعدم الاستسلام والانقياد كالشهوة والغضب والوهم والتخيل { فسوف نعذّبه } بالرياضة { ثم يردّ إلى ربّه } في القيامة الصغرى { فيعذّبه } بالإلقاء في نار الطبيعة { عذاباً نكراً } أي : منكراً أشدّ من عذابي ، أو في القيامة الكبرى فيعذبه عذاب القهر والإفناء .