Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 102-102)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واتبعوا } أي : اتبع اليهود والقوى الروحانية { ما تتلوا } شياطين الإنس الذين هم المتمرّدة العصاة الأشرار ، الأقوياء ، وشياطين الجنّ وهم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور الروح ، العاصية لأمر العقل المتمرّدة عن طاعة القلب { على } عهد { ملك سليمان } النبيّ أو سليمان الروح من كتب السحر وعلومه ، يزعمون أنه علم سليمان وبه استولى على الملك وسخّر ما سخّر من الجنّ والإنس والطير وعلم الحيل والشعبذة والموهومات والمتخيلات والسفسطة . { وما كفر سليمان } بإسناد التأثير إلى غير الله ، إذ السحر كفر واحتجاب عن مؤثرية الله ، بإسناد التأثير إلى غيره { ولكنّ الشياطين كفروا } احتجبوا ولم يعلموا أن لا مؤثر إلا الله { يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين } أي : العقل النظري والعمليّ المائلين إلى النفس المنكوسين من بئر الطبيعة لتوجههما إليها باستجذاب النفس إياهما إليها { ببابل } الصدر المعذبين بضيق المكان بين أبخرة المودّ وأدخنة نيران الشهوات من العلوم والأعمال من باب الحيل والنيرنجات والطلسمات على التأويلين { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة } امتحان وبلاء من الله لقوّة النورية وبقية الملكوتية فيهما ، فينبهان على حالهما بالنور العقليّ { فلا تكفر } باستعمال هذا العلم في المفاسد والمناهي وإسناد التأثير إليه { فيتعلمون منهما ما يفرّقون به بين } القلب والنفس ، وبين الروح والنفس ، وتكدير القلب { وما هم بضارّين به من أحد إلا بإذن الله } أي : إلا إذا أراد الله أن يضرّه عند ذلك الفعل ، فيفعل ما يريد ويكون زيادة ابتلاء للساحر وإمهالاً له في كفره واحتجابه لرؤيته ذلك من تأثير سحره . { ويتعلمون ما يضرّهم } بزيادة الاحتجاب وشدّة الميل والهوى { ولا ينفعهم } في رفع الحجاب برؤيتهم ذلك ابتلاء من الله واستعاذاتهم بالله ليقيهم من شرّه . { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق } أي : نصيب ، لإقباله على النفس والهوى بالكلية واستعمال ذلك في اكتساب حطام الدنيا وتمتعاتها .