Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 135-141)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالوا كونوا هوداً أو نصارى } كلّ محجوب بدينه يزعم أنّ الحق دينه لا غير { قل بل ملّة إبراهيم } فإنّ الهدى المطلق هو التوحيد الذي يشمل كلّ دين ، ويرفع كل حجاب كما ذكر بعده في قوله { قولوا آمنا بالله } إلى آخره { لا نفرّق بين أحد منهم } بنفي دين البعض وإبطال ملّته وإثبات الآخر وحقيته ، بل نقول باجتماعهم على الحق واتفاقهم على التوحيد ، ونقبل جميع أديانهم بالتوحيد الشامل لكلها { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } من التوحيد الجامع من كل دين ومذهب { فقد اهتدوا } الاهتداء المطلق ، أي : كل الاهتداء { وإن تولوا فإنما هم } في طرف من الدين وشقّ من الهداية يشاقونكم فيه . { صبغة الله } أي : آمنا بالله وصبغنا الله صبغة ، فإن كل ذي اعتقاد ومذهب باطنه مصبوغ بصبغ اعتقاده ودينه ومذهبه . فالمتعبدون بالملل المتفرّقة مصبوغون بصبغ نيتهم ، والمتمذهبون بصبغ إمامهم وقائدهم ، والحكماء بصبغ عقولهم ، وأهل الأهواء والبدع المتفرّقة بصبغ أهوائهم ونفوسهم ، والموحدون بصبغة الله خاصة التي لا صبغ أحسن منها ولا صبغ بعدها . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ثم رشّ عليهم من نوره ، فمن أصاب من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأ ضلّ " ، فذلك النور هو صبغته .