Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 156-158)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين إذا أصابتهم مصيبة } من تصرّفاتي فيهم دائماً شاهدوا آثار قدرتي ، بل أنوار تجليات صفتي و { قالوا إنّا لله } أي : سلموا وأيقنوا أنهم ملكي ، أتصرّف فيه { وإنّا إليه راجعون } أي : تفانوا فيّ ، وشاهدوا تهلكهم فيّ بي { أولئك عليهم صلوت من ربّهم } بالوجود الموهوب لهم بعد الفناء الموصوف بصفاتي المنوّر بأنواري { ورحمة } ونور وهداية يهدون بها الخلق إليّ { وأولئك هم المهتدون } بهداي كما ورد في الدعاء : " واجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين " . { إنّ الصفا والمروة } أي : إنّ صفاء وجود القلب ومروة وجود النفس { من شعائر الله } من أعلام دينه ومناسكه القلبية كاليقين ، والرضا ، والإخلاص ، والتوكل ، والقالبية ، كالصلاة والصيام وسائر العبادات البدنية { فمن حجّ البيت } أي : بلغ مقام الوحدة الذاتية ودخل الحضرة الإلهية بالفناء الذاتيّ الكليّ { أو اعْتَمر } نار الحضرة بتوحيد الصفات والفناء في أنوار تجليات الجمال والجلال { فلا جناح عليه } حينئذ في { أن يطوّف بهما } أي : يرجع إلى مقامهما ، ويتردّد بينهما ، لا بوجودهما التكويني ، فإنه جناح وذنب ، بل بالوجود الموهوب بعد الفناء عند التمكين ولهذا نفي الحرج ، فإنّ في هذا الوجود سعة بخلاف الأوّل { ومن تطوّع خيراً } أي : ومن تبرّع خيراً من باب التعاليم وشفقة الخلق والنصيحة ومحبة أهل الخير والصلاح بوجود القلب ، ومن باب الأخلاق ، وطرق البر والتقوى ، ومعاونة الضعفاء والمساكين ، وتحصيل الرفق لهم ولعياله بوجود النفس بعد كمال السلوك والبقاء بعد الفناء { فإن الله شاكر } يشكر عمله بثواب المزيد { عليم } بأنه من باب التصرّف في الأشياء بالله لا من باب التكوين والابتلاء والفترة .