Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 185-187)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ شهر رمضان } أي : احتراق النفس بنور الحق { الذي أنزل فيه } في ذلك الوقت { القرآن } أي : العلم الجامع الإجمالي ، المسمّى بالعقل القرآنيّ الموصل إلى مقام الجمع - هداية للناس إلى الوحدة باعتبار الجمع { وبينات من الهُدى } ودلائل متصلة من الجمع والفرق ، أي : العلم التفصيلي المسمّى بالعقل الفرقاني - فمن حضر منكم في ذلك الوقت ، أي : بلغ مقام شهود الذات { فليصمه } أي : فليمسك عن قول وفعل وحركة ليس بالحق فيه { ومن كان مريضاً } أي : مبتلى بأمراض قلبه من الحجب النفسانية المانعة من ذلك الشهود { أو على سفر } أي : في سلوك بعد ولم يصل إلى الشهود الذاتيّ ، فعليه مراتب أُخر يقطعها حتى يصل إلى ذلك المقام { يريد الله بكم اليسر } بالوصول إلى مقام التوحيد والامتداد بقدرة الله { ولا يريد بكم العسر } أي : تكلف الأفعال بالنفس الضعيفة العاجزة { ولتكملوا العدّة } ولتتمموا تلك المراتب والأحوال والمقامات الموصلة . ولتعظموا الله وتعرفوا عظمته وكبرياءه على هدايته إياكم إلى مقام الجمع { ولعلكم تشكرون } بالاستقامة أمركم بذلك . { وإذا سألك عبادي } السالكون الطالبون المتوجهون إليّ ، عن معرفتي { فإني قريب } ظاهر { أجيب دعوة } من يدعوني بلسان الحال والاستعداد بإعطائه ما اقتضى حاله واستعداده { فليستجيبوا لي } بتصفية الاستعداد بالزهد والعبادة ، فإني أدعوهم إلى نفسي وأعلمهم كيفية السلوك إليّ ، وليشاهدوني عند التصفية ، فإني أتجلّى عليهم في مرائي قلوبهم لكي يرشدوا بالاستقامة ، أي : لكي يستقيموا ويصلحوا . { أحلّ لكم } أي : أبيح لكم { ليلة الصيام } أي : في وقت الغفلة الذي يتخلل ذلك الإمساك المذكور في زمان حضوركم { الرفث إلى نِسَائكم } التنزّل إلى مقارفة نفوسكم بحظوظها إذ لا مصابرة لكم عنها لكونها تلابسكم وكونكم تلابسونها بالتعلق الضروري { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم } باستراق الحظوظ في أزمنة تلك السلوك والرياضة والحضور { فتاب عليكم وعفا عنكم } { فالآن } أي : في وقت الاستقامة والتمكين حال البقاء بعد الفناء { باشروهنّ } في أوقات الغفلات { وابتغوا ما كتب الله لكم } من التقوى والتمكن بتلك الحظوظ على توفير حقوق الاستقامة والقيام بما أمر الله به من العبودية والدعوة إليه { وكلوا واشربوا } أي : كونوا مع رفقها { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } حتى تظهر عليكم بوادي الحضور ولوامعه وتغلب آثاره وأنواره على سواد الغفلة وظلمتها ، ثم كونوا على الإمساك المذكور بالحضور مع الحق حتى يأتي زمان الغفلة ، لولا ذلك لما أمكنه القيام بمصالح معاشه ومهماته . ولا تقاربوهن في حال كونكم معتكفين مقيمين حاضرين في مساجد قلوبكم وإلا لتشوّش وقتكم بظهورها .