Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 44-48)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أتأمرونَ الناسَ بالبِر } الذي هو الفعل الجميل الموجب لصفاء القلب ، وزكاء النفس الزائد منها بالتنوّر { وتَنسَونَ أنفسكم } أفلا تفعلون ما ترتقون به من مقام تجلّي الأفعال إلى تجلّي الصفات { وأنتُم تَتْلُونَ } كتاب فطرتكم الذي يأمركم باتباع محمد في دينه السالك بكم سبيل التوحيد { أفلا تعقِلونَ } تعيير بالغ ، وتهييج لحميتهم . { واسْتَعينوا } واطلبوا العون والمدد ممن له القدرة ، إذ لا قدرة لكم على أفعالكم { بالصبْرِ } على ما تكرهون مما يفعل بكم وتكلفكم ونيتكم به لكي تصلوا إلى مقام الرضا { والصلاة } التي هي حضور القلب لتلقي تجليّات الصفات { وإنها } وإنّ المراقبة أي الحضور القلبيّ { لكبيرةٌ } لشاقة ثقيلة { إلا على الخَاشعينَ } المنكسرة ، اللينة قلوبهم لقبول أنوار التجليات اللطيفة واستيلاء سطوات التجليات القهرية ، الذين يتيقنون أنهم بحضرة ربهم ، أي : حضرة الصفات لدلالة الربّ عليها في حال لقائه ، { وأنهم إليهِ راجِعونَ } بفناء صفاتهم ومحوها في صفاته . كرّر الخطاب ليفيد أنّ الذي هداهم أولاً ولطف بهم وفضلهم على عالمي زمانهم المحجوبين بالهداية إلى رفع الحجاب الأول هو الذي يهديهم ثانياً ، فكما لم يرد بهم شرّاً في الهداية الأولى فكذلك في الثانية لا يريد بهم إلا خيراً . { واتقوا يوماً لا تَجزِي } أي : حال تجلي صفة القهر حين لا تغني { نَفسٌ عنْ نَفسٍ شَيْئاً } من الإغناء لعدم القدرة لأحد { ولا يُقْبلُ منها شفاعةٌ } لعدم الشفاعة والمدد إذ كلهم مسلوبو الصفات والأفعال ، كقوله : @ ولا ترى الضب بها ينجحر @@ { ولا يؤخذُ منها عدلٌ } أي : فدية لعدم الملك لأحد { ولا هم يُنْصَرونَ } لامتناع القوّة والنصرة لغيره تعالى .