Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 85-86)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثم أنتُم هؤلاءِ } الساقطون عن الفطرة ، المحتجبون عن نور الاستعداد الأصليّ { تَقْتلون أنْفُسَكم } بغوايتكم ومتابعتكم للهوى { وتُخْرجون فَرِيقاً منكُم من دِيَارهم } أوطانهم القديمة الأصلية ، بإغوائهم وإضلالهم وتحريضهم على ارتكاب المعاصي واتباع الهوى { تَظَاهرون عليهم } تتعاونون عليهم { بالإثْمِ } بارتكاب الفواحش والمعاصي ليروكم فيتبعوكم فيها { والعدوانِ } والاستطالة على الناس ليتعدّى إليهم ظلمكم ، وإلزامكم إياهم رذائل القوّتين البهيمية والسبعية وتحريضكم لهم عليها ، وتزيينكم لهم إياها كما هو عادة ملاحدة المسلمين من أهل الإباحة المدّعين للتوحيد . { وإن يأتُوكم أسَارى } في قيد تبعات ارتكبوها وشين أفعالهم القبيحة ، أخذتكم الندامة وعيرتهم عقولهم وعقول أبناء جنسهم بما لحقهم من العار والشنار { تُفادُوهم } بكلمات الحكمة والموعظة والنصيحة الدالة على أنّ اللذات المستعلية هي : العقلية والروحية وعاقبة اتباع الهوى والنفس والشيطان وخيمة ، ومشاركة البهائم والهوامّ في أفعالها مذمومة رديئة ، فيتيقظوا بها ويتخلصوا من قيد الهوى سويعة كما نشاهد من حال علوج مدّعي التوحيد والمعرفة والحكمة وأتباعهم في زماننا هذا . { أَفَتُؤمنون بِبَعض الكِتاب } أي : كتاب العقل والشرع قولاً وإقراراً ، فتقرون به وتصدّقونه وهو أنّ اتباع الهوى والنفس مذموم ، موجب للوبال والهلاك والخسران { وتَكْفرون بِبعض } فعلاً وعملاً فلا تنتهون عما نهاكم عنه ، وهو إباحتهم واستحلالهم للمحرّمات والمنهيات { فما جَزاء من يَفعل ذلك مِنكم إلا خِزْيٌ } افتضاح وذلة { في الحياة الدنيا ويوم القيامة } أي : حال المفارقة التي هي القيامة الصغرى { يُرَدون إلى أشد العذابِ } الذي هو تعذيبهم بالهيئات المظلمة الراسخة في نفوسهم واختراقهم بنيرانها أو مسخهم عن صورهم بالكلية ، وتضاعف البليّة { وما الله بِغَافل } عن أعمالكم ، أحصاها وضبطها في أنفسكم وكتبها عليكم ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } [ المجادلة ، الآية : 6 ] .