Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 111-123)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وعنت الوجوه } أي : الذوات الموجودات بأسرها { للحيّ القيوم } وكلها في أسر مملكته وذلّ قهره وقدرته ، لا تحيا ولا تقوم إلا به لا بأنفسها ولا بشيء غيره . { وقد خاب } عن نور رحمته وشفاعة الشافعين من ظلم نفسه بنقص استعداده وتكدير صفاء فطرته ، فزال قبوله للتنوّر باسوداد وجهه وظلمته . { ومن يعمل من الصالحات } بالتزكية والتحلية { وهو مؤمن } بالإيمان التحقيقي { فلا يخاف } أن ينقص شيء من كمالاته الحاصلة ولا أن يكسر من حقه الذي يقتضيه استعداده الأصلي في المرتبة { لعلهم يتّقون } بالتزكية { أو يحدث لهم ذكراً } بالتحلية . { فتعالى الله } تناهى في العلوّ والعظمة بحيث لا يقدر قدره ولا يغدر أمره في ملكه الذي يعلو كل شيء ويصرفه بمقتضى إرادته وقدرته في عدله الذي يوفي كل أحد حقه بموجب حكمته { ولا تعجل } عند هيجان الشوق لغاية الذوق بتلقي العلم اللدني عن مكمن الجمع { من قبل } أن يحكم بوروده عليك ووصوله إليك ، فإن نزول العلم والحكمة مترتب بحسب ترتب مراتب ترقيك في القبول . ولا تفتر عن الطلب والاستفاضة فإنه غير متناه ، واطلب الزيادة فيه بزيادة التصفية والترقي والتحلية ، إذ الاستزادة إنما تكون بدعاء الحال ولسان الاستعداد ، لا بتعجيل الطلب والسؤال قبل إمكان القبول . وكلما علمت شيئاً زاد قبولك لما هو أعلى منه وأخفى . وقصة آدم وتأويلها مرّت غير مرة { ألاّ تجوع فيها ولا تعرى } إذ في التجرّد عن ملابسة الموادّ في العالم الروحاني لا يمكن تزاحم الأضداد ولا يكون التحليل المؤدّي إلى الفساد بل تلتذ النفس بحصول المراد آمنة من الفناء والنفاد .