Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 89-91)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وزكريا } الروح الساذج عن العلوم { إذ نادى ربّه } في استدعاء الكمال بلسان الاستعداد ، واستوهب يحيى القلب لتنتعش فيه العلوم ، وشكا انفراده عن معاضدة القلب في قبول العلم وحيازة ميراثه مع علمه بأن الفناء في الله خير من الكمال العملي حيث قال : { وأنت خير الوارثين } من القلب وغيره { ووهبنا له يحيى } القلب بإصلاح زوجه النفس العاقر لسوء الخلق وغلبة ظلمة الطبع عليها بتحسين أخلاقها وإزالة الظلمة الموجبة للعقر عنها { إنهم } إن أولئك الكمل من الأنبياء { كانوا يسارعون في الخيرات } أي : يسابقون إلى المشاهدات التي هي الخيرات المحضة بالأرواح { ويدعوننا } لطلب المكاشفات بالقلوب { رغباً } إلى الكمال { ورهباً } من النقصان أو رغباً إلى اللطف والرحموت في مقام تجليات الصفات ورهباً من القهر والعظموت { وكانوا لنا خاشعين } بالنفوس . { والتي أحصنت } أي : النفس الزكية الصافية المستعدّة العابدة التي أحصنت فرج استعدادها ومحل تأثير الروح من باطنها بحفظه من مسافحي القوى البدنية فيها { فنفخنا فيها } من تأثير روح القدس بنفخ الحياة الحقيقية فولدت عيسى القلب { وجعلناها } مع القلب علامة ظاهرة وهداية واضحة { للعالمين } من القوى الروحانية والنفوس المستعدّة المستبصرة يهديهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم .