Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-17)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الناس اتّقوا ربّكم } احذروا عقابه بالتجرّد عن الغواشي الهيولانية والصفات النفسانية { إنّ } اضطراب أرض البدن في القيامة الصغرى للمنقسمين فيها { شيء عظيم } { يوم ترونها تذهل كل مُرْضِعة } أي : غاذية مرضعة للأعضاء عن إرضاعها { وتضع كل ذات حمل } إرضاعها { وتضع كل ذات حمل } من القوى الحافظة لمدركاتها كالخيال والوهم والذاكرة والعاقلة { حملها } من المدركات لسكرها وذهولها وحيرتها وبهتها ، أو كل قوة حاملة للأعضاء حملها وتحريكها واستقلالها بالضعف ، أو كل عضو حامل لما فيه من القوة حملها بالتخلي عنها ، أو كل ما يمكن فيها من الكمالات بالقوة حملها بفسادها وإسقاطها ، أو كل نفس حاملة لما فيها من الهيئات والصفات من الفضائل والرذائل بإظهارها وإبرازها { وترى الناس سكارى } من سكرات الموت ، ذاهلين ، مغشيّاً عليهم { وما هم بسكارى } في الحقيقة من الشراب ، ولكن من شدّة العذاب . { وترى } أرض النفس { هامدة } ميتة بالجهل لا نبات فيها من الفضائل والكمالات . { فإذا أنزلنا عليها } ماء العلم من سماء الروح { اهتزّت } بالحياة الحقيقية { وربت } بالترقي في المقامات والمراتب { وأنبتت من كل } صنف { بهيج } من الكمالات والفضائل المزينة لها { ذلك بـ } سبب { أنّ الله هو الحق } الثابت الباقي وما سواه هو المغيّر الفاني { وأنه يحيي } موتى الجهل بفيض العلم في القيامة الوسطى كما يحيي موتى الطبع في القيامة الصغرى { وأنّ الساعة } بالمعنيين { آتية وأنّ الله يبعث من في القبور } أي : قبر البدن من موتى الجهل في الساعة الوسطى بالقيام في موضع القلب والعود إلى الفطرة وحياة العلم كما يبعث موتى الطبع في النشأة الثانية والقيامة الصغرى { بغير علم } أي : استدلال { ولا هدى } ولا كشف ووجدان { ولا كتاب } ولا وحي وفرقان { يدعو } مما سوى الله { ما لا يضرّه وما لا ينفعه } كائناً ما كان فإن الاحتجاب الغيري { هو الضلال البعيد } عن الحق وإنما كان ضرّه أقرب من نفعه لأن دعوته والوقوف معه يحجبه عن الحق .