Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 34-37)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولكل أمّة } من القوى { جعلنا } عبادة مخصوصة بها { ليذكروا اسم الله } بالاتصاف بصفاته التي هي مظاهرها في التوجه إلى التوحيد { على ما رزقهم من } الكمال بواسطة { بهيمة } النفس التي هي من جملة { الأنعام } أي : النفوس السليمة { فإلهكم إله واحد } فوحدوه بالتوجه نحوه من غير التفات إلى غيره ، وخصّصوه بالانقياد والطاعة ولا تنقادوا إلا له { وبشّر } المنكسرين المتذللين القابلين لفيضه . { الذين إذا ذُكِرَ الله } بالحضور { وجلتْ قلوبهم } انفعلت لقبول فيضه { والصابرين } الثابتين { على ما أصابهم } من المخالفات والمجاهدات { والمقيمي } صلاة المشاهدة { ومما رزقناهم } من الفضائل والكمالات { ينفقون } بالفناء في الله والإفاضة على المستعدين . { والبدن } أي : النفوس الشريفة العظيمة القدر { جعلناها } من الهدايا المعلمة لله { لكم فيها خير } سعادة وكمال { فاذكروا اسم الله عليها } بالاتّصاف بصفاته وإفناء صفاتكم فيه ، وذلك هو النحر في سبيل الله { صواف } قائمات بما فرض الله عليها ، مقيدات بقيود الشريعة ، وآداب الطريقة ، واقفات عن حركاتها واضطراباتها { فإذا } سقطت عن هواها الذي هو حياتها وقوّتها التي بها تستقل وتضطرب بقتلها في الله { فكلوا } استفيدوا من فضائلها وأفيدوا المستعدّين والطالبين المتعرّضين للطلب من المريدين { كذلك سخّرناها لكم } بالرياضة { لعلكم تَشْكرون } نعمة الاستعداد والتوفيق باستعمالها في سبيل الله . { لن ينال الله } لحوم فضائلها وكمالاتها ولا إفناؤها بإزالة أهوائها التي هي دماؤها { ولكن يناله } التجرّد { منكم } عنها وعن صفاتها . فإن سبب الوصول هو التجرّد والفناء في الله ، لا حصول الفضائل مكان الرذائل . مثل ذلك التسخير بالرياضة { سخّرها لكم لتكبّروا الله } بالفناء فيه عنها وعن كل شيء على النحو الذي هداكم إليه بالتجريد والتفريد والسلوك في الطريقة إلى الحقيقة { وبشِّر المُحْسنين } الشاهدين في العبودية عن البقاء والفناء حال الاستقامة والتمكين .