Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 54-60)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وليعلم الذين أوتوا العلم } من أهل اليقين والمحققين : أن تمكّن الشيطان من الإلقاء هو الحكمة والحق من ربّك على قضية العدل والمناسبة { فيؤمنوا به } بأن يروا الكل من الله فتطمئن { له قلوبهم } بنور السكينة والاستقامة الموجبة لتمييز الإلقاء الشيطاني من الرحماني { وإن الله } لهاديهم إلى طريق الحق والاستقامة فلا تزلّ أقدامهم بقبول ما يلقي الشيطان ، ولا تقبل قلوبهم إلا ما يلقي الرحمن لصفائها وشدّة نوريتها وضيائها . { ولا يزال } المحجوبون { في شك منه حتى } تقوم عليهم القيامة الصغرى { لو يأتيهم عذاب } وقت هائل لا يعلم كنهه ولا يمكن وصفه من الشدّة أو وقت لا مثل له في الشدّة أو لا خير فيه . { الملك يومئذ } إذ وقع العذاب وقامت القيامة { لله } لا يمنعهم منه أحد إذا لا قوة ولا قدرة ولا حكم لغيره يفصل { بينهم } فالموقنون العاملون بالاستقامة والعدالة { في جنات } الصفات يتنعمون والمحجوبون عن الذات والمكذبون بالصفات بنسبتها إلى الغير في عذاب مهين من صفات النفوس والهيئات لاحتجابهم عن عزّة الله وكبريائه وصيرورتهم في ذلّ قهره . { والذين هاجروا } عن مواطن النفوس ومقارها السفلية { في سبيل الله ثم قتلوا } بسيف الرياضة والشوق { أو ماتوا } بالإرادة والذوق { ليرزقنهم الله } من علوم المكاشفات وفوائد التجليّات { رزقاً حسناً } وليدخلنهم مقام الرضا { وإن الله لعليم } بدرجات استعداداتهم واستحقاقاتهم وما يجب أن يفيض عليهم من كمالاتهم { حليم } لا يعاجلهم بالعقوبة في فرطاتهم في التلوينات وتفريطاتهم في المجاهدات فيمنعهم مما تقتضيه أحوالهم ليمكنهم قبولهم ذلك . من راعى طريق العدالة في المكافأة بالعقوبة ثم مال إلى الانظلام لا إلى الظلم ، لوجب في حكمة الله تأييده بالأمداد الملكوتية ونصرته بالأنوار الجبروتية ، فإن الاحتياط في باب العدالة هو الميل إلى الانظلام لا إلى الظلم . قال النبي عليه السلام : " كن عبداً لله المظلوم ولا تكن عبداً لله الظالم " { إنَّ الله لعفوّ } يأمر بالعفو وترك المعاقبة { غفور } يغفر لمن لا يقدر على العفو .